الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

العرب.. من وجهة نظر يابانية
40 عاماً قضاها في المجتمع العربي وترجم روايات ل «محفوظ وكنفاني وإدريس»

* الثقافية ع.ق:
صدر عن منشورات الجمل كتاب (العرب.. وجهة نظر يابانية) للكاتب المستعرب الياباني نوبوأكي نوتوهارا الذي يحكي فيه تجربته خلال أربعين عاماً قضاها بين دارس ومتابع للحركة الثقافية في المجتمع العربي، حيث تعود بدايات المؤلف يومئذ إلى كونه طالباً في قسم الدراسات العربية بجامعة طوكيو للدراسات الأجنبية ثم مدرساً للأدب العربي المعاصر في الجامعة نفسها. على مدى أربعين عاماً من عمره جاب وسافر إلى العواصم العربية والأرياف والبوادي، ورصد انطباعاته للقارئ الياباني، وظل يتابع الرواية العربية ويتعلمها ويترجمها إلى اللغة اليابانية.
ويعتز نوتوهارا بصداقاته الكثيرة التي كونها مع جميع شرائح المجتمع، بدءاً من الكتّاب مروراً بالفلاحين في ريف مصر، وانتهاءً بعلاقته مع البدو في بادية الشام. وقد دفعته تلك العلاقة إلى التعرف على سمات الشخصية العربية المعاصرة، كما قادته المصادفة للاطلاع على الثقافة العربية من خلال ولعه واهتمامه بالتعرف على كثير من الأعمال الأدبية للشعوب؛ ففي سنة 1961م أعلنت جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية عن افتتاح قسم للدراسات العربية فتحرك دافع في نفسه يدعوه لدراسة اللغة العربية، ويصف تلك التجربة ب(المصادفة) أو ربما (المغامرة) نحو المجهول، وبدأ يقرأ لنجيب محفوظ رواية (بين القصرين).
من المعروف أن الباحثين اليابانيين أشاعوا وقتئذ أن الشعر الجاهلي وحده جدير بالاهتمام، وأن ليس عند العرب المعاصرين ما يستحق الاهتمام سوى نجيب محفوظ! وطبعاً استطاع المؤلف أن يعرف فيما بعد، واستطاع أن يقول: (كم كانت تلك الآراء سطحية وخاطئة). لقد قاده البحث والمصادفة إلى غسان كنفاني، ويعترف أن هذا الكاتب أثر في وجدانه تأثيراً عميقاً، وتعرف من خلال كتاباته على (القضية الفلسطينية)، وأن روايته (عائد إلى حيفا) كانت أول عمل يترجمه إلى اليابانية عام 1969م وتعد خطوته الأولى في تقديم النثر العربي المعاصر للقارئ الياباني. وفي عام 1974م حصل المؤلف على منحة خاصة من الحكومة المصرية للدراسة كطالب مستمع في جامعة القاهرة، وكانت رواية (الأرض) لعبد الرحمن الشرقاوي فاتحة قراءته هناك؛ لأن تلك الرواية دفعته للتعرف على (الريف المصري) واستطاع من خلالها أن يقيم صداقة مع (الفلاحين) ويطلع على كثير من عاداتهم وتقاليدهم. ورغم تلك المعايشة إلا أنه بقيت أمور كثيرة بالنسبة له غامضة، وأسئلة كثيرة كانت تدور في داخله دون أن يجد لها تفسيراً مقنعاً، حتى وقع على كتاب (شخصية مصر) للدكتور جمال حمدان، الذي أجاب بعمق عن كثير من تساؤلاته. كما تابع بحماس قراءة أعمال الروائيين والقاصين المصريين: يوسف إدريس، صنع الله إبراهيم، يحيى الطاهر عبد الله، حسين فوزي، يحيى حقي، وآخرين. وقام بترجمة رواية (الأرض) إلى اليابانية عام 1979م، ولم يقتصر اهتمامه على الثقافة الحضرية وأدب المدينة، بل اتجه إلى الأرياف والبوادي، وسافر إلى بادية الشام الذين استقبلوه بحفاوة، وأخذ يبحث عن روايات تتحدث عن البدو فوجدها في إبداعات عبد السلام العجيلي وعبد الرحمن منيف خاصة (مدن الملح) وأعمال الكاتب الليبي إبراهيم الكوني الذي ينتمي إلى (الطوارق).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved