سيرة البدء القاص خالد اليوسف: كنت شاعراً شعبياً وتحولت إلى القصة القصيرة اعداد : عبدالحفيظ الشمري
|
الأديب القاص خالد أحمد اليوسف ضيف زاوية (سيرة البدء) لهذا الاسبوع التي نحاوره فيها حول بداياته الأولى مع الكتابة والابداع لنقف على ابرز المحطات التي اثرت في مسيرته الابداعية، فكيف كان ينظر الى الفن القصصي حينما كان يهم بدخول عالمه، وما الذي شده في هذا العالم ومن الذين تأثر بهم.. ومن هم الذين أسهموا في ايصال رسالته.
جملة من الأسئلة المباشرة حول رحلة البدايات كانت هي فضاء الحديث بيننا حيث جاء على هذا النحو:
** القاص خالد اليوسف.. كيف كانت بداياتك الكتابية؟ وهل كانت القصة هي فاتحة البوح للقارئ؟ بداياتي الأولى كانت كتابة (الشعر العامي) باسم مستعار لكن هذه التجربة لم تعمر طويلاً إنما بدأت أنصرف عنها في اعداد مواد صحفية أهمها عدد من الحوارات نشرتها في بعض الصحف والمجلات المحلية.. فهي البداية الحقيقية للتداخل مع القارئ الكريم.
أما فاتحة كتاباتي القصصية هي قصة (وهم المطر) الذي نشرته في صحيفة الجزيرة، صفحة (الأفق المتجدد) عام 1399هـ وكان يعدها الأديب الاستاذ صالح عبدالرحمن الصالح ويشرف عليها الاستاذ حمد القاضي، فقد حملت هذه القصة لقطات جمالية تعكس ولعي في الشعر، ورسم الصور المحسوسة.
** من كان حولك في تلك المرحلة.. وهل كنت تزمع السير في طريق النص القصصي؟ لا أخفيك أن نشري لهذا النص الذي ذكرته سابقاً كان مجرد محاولة، لكنني حينما عرضته على أصدقاء وأساتذة شعرت أن رد الفعل لديهم جاء بهيئة استحسان جعلته دافعاً لأن أقدم عدداً آخر من القصص.
أبرز من اطلع على تجربتي القصصية الأولى الاستاذ أحمد بهكلي في الكلية وحينها كنت طالباً وهو محاضراً، وكذلك الأديب القاص (طه حواس) رحمه الله والذي عرف بالترجمة وعبدالعزيز الرفاعي رحمه الله في المجلة العربية، والدكتور يحيى بن جنيد.
** أستاذ خالد.. بعد هذا المراس الطويل مع الفن القصصي هل لنا أن نقيس المسامة الفاصلة بين أول قصة وأول مجموعة؟ لا أخفيك أخي الكريم أن المسافة الفاصلة بين القصة الأولى والمجموعة الأولى هو حجم تلك الانثيالات الفنية في بناء النص القصصي، فقد كانت البدايات الأولى مربكة ومخيفة فكانت تشغلني فنيات القص المتشكلة دائماً وفق رؤى النقاد والباحثين لكنني حينما طرقت باب الكتابة الواقعية اكتشفت عالمي الخاص فشكلت خطاً يُنبئ عن مكنون قصصي لأحافظ عليه حتى صغت مجموعتي القصصية الأولى حيث حمل مخطوطها الأول عنواناً مثيراً وصاخباً هو (الجماجم تنخر من الداخل)، فربما جاء هذا العنوان لمجموعتي الأولى صدامياً متشائماً فعرض الفاحص للعمل وهو الناقد الدكتور منصور الحازمي ان استبدله بعنوان استهلاكي متفائل على الاقل فكان عنواني الجديد (مقاطع ممن حديث البنفسج).
** كيف ترى حالة البدايات الأدبية والابداعية الآن.. حينما تجاوزتها بهذه التجارب والأعمال؟ لا أخفيك ان التجارب الأولى كانت أكثر التزاماً وتتبعاً لمنحني الابداع، فقد كان الفرز مميزاً، والكاتب يسعى في عمله الى الكمال حتى وان لم يحققه تماماً، إلا ان ما يذهلني اليوم هو تسرع بعض الكتاب والكاتبات في محاولة النشر خصوصاً في مجال القصة القصيرة دون ان تكون هناك حرفية مناسبة أو دربة مميزة.. بل اننا نرى ان هناك من يطرق أبواباً كثيرة ليمارس كل لون وفن لكن دون جدية.
القصة القصيرة تأثرت كثيراً بهؤلاء الأدعياء الذين يحاولون الخروج الى القارئ بأي وسيلة، فهم لا يملكون الموهبة.. بل نراهم يحاولون التقليد ومسايرة الواقع الذي أخذ بالتخاذل، وكأن القصة جدار قصير يستطيع أن يتسلقه انصاف الموهوبين، والموهومين بأنهم أهل لهذا الفن العريق.. نعم أظل أؤكد على أن البدايات مهمة في حياة الفن القصصي، فمتى ما عهد الى متخصصين في الصفحات التي ترعى البدايات ستكون البداية موفقة، لأن تركها في ايدٍ لا تعرف من الأدب والابداع الا الاسم فقط فهي العقبة المهمة التي ستتسبب في تراجع الفن القصصي على وجه التحديد.
(وهم المطر)
أولى قصصي و(حديث البنفسج) أولى مجموعاتي
القصة سقطت
في قبضة التجريب والعبث الكتابي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|