أمات طلال؟ همهمات في زحام الذهول
|
أمات طلال؟!
وهل مات حب
توشّحه
أبيض اللونِ
مثل خيوط الغمام
وسرب اليمام..
أمات طلال؟!
(حضن العود وأضنى ساعديه
وتغنّى، فحنا الموت عليه
مشفقاً من أن يرى ألحانَه
راعفاتٍ، والدُّنى تصغي إليه!)
وغنَّى طلال
ترنَّح بين العَنا والغِناء
وراح يرجّعُ
شجواً وشكوى
وأحبابه
ألهبوا ليل (أبها)
هُتافاً وشدوا
وغنَّى طلال
وطاف على الجميع لحن الفناء
تخطّى الألوفْ
واسكت كلَّ المزاميرِ،
كلَّ المقاماتِ،
كلَّ الدّفوف
وألفى طلال
وستين عاما
من السحر
والعطر
والأغنيات..
ضئيلاً نحيلا
(المنى نضّاخة من شفتيه
والرؤى رفافة في مقلتيه)
فضمَّ الشفاه
وأرخى الجفون
ونام طلال
وأرّق ألف محبِّ
وألف مريدٍ
وألف طروب
(نضب العمرُ على أوتارِهِ
وسقاها الصدق من أخبارِهِ
فاسألوها، ربَّما كان بها
لوعة المشتاق في أسفاره
حفظت أوتارُه أسراره
وبكى الشرق على قيثاره)
أمات طلال؟!
أجب أيها العندليب السجوع
أجبْ..
قبل ان يستبدَّ السؤال
وكان المقام مهيباً رهيبا
يجلله الصمتُ
ممتزجاً..
بارتقاب الرجوع
وتهمي الدموع غزاراً
وتشدو:
(الله يرد خطاك لدروب خلانك)*
....
....
.....
ومات طلال!
* نَفَس حياته الأخير رحل على إيقاع هذه الأغنية
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|