ومَاذا بَعدَ الأَرْبَعِين؟! شعر/د. محمد إياد العكاري
|
أَتُرَى بلوغَ الأَربعين مَثَابُ؟؟
أو أنَّها تَاجُ السنين ودُرُّها
أو أنَّها أُفُقُ الحَيَاةِ أصَالةً
أو أنَّها هَامُ السِّنينَ بدورةٍ
حِكَمُ الحياةِ تَجمَّعت في حِجْرِها
وغَدَت دِيارُ الأَربعين وأرضُها
تَأبَى المُروءَةُ أن تُمَدَّ يَدُ الخَنا
الشَّيْبُ خَطَّ على الرُّؤوسِ بَيَانَهُ
يارُبَّ سانحةٍ لنا في دَهرنا
والمرءُ فيها يَستَجيشُ فُيوضَهُ
يَزِنُ الحقيقةَ لا يُواري مُقْسِطاً..
مالي وللميزانِ أيُّ مُصيبةٍ؟!..
أََوَيُدْرِكُ الإنسانُ كلَّ مُرادِهِ؟؟
والرَّاغبونَ بضمِّها ووصَالِهَا
والسَّالكونَ دُروبَهَا في حَيْرةٍ
أَوَبَعْدَ ذلك يَطْمَئِنُّ مُؤَمِّلٌ؟!
أَوَمَا يَثُوبُ العَقلُ نحو رَشَادِهِ؟!
أَوَبَعدما تَصْحو الحلوم كَريمةً
يا رُبَّ خمسٍ في خِضَمِّ ضُروسِهَا
أَوَمَا ترفُّ الرُّوحَ تشرقُ شمسُها؟؟
أم أنَّ هَبَّاتِ الصِّبا في جُنْحِها
وكَأنَّما تَهوى تَطُلُّ على الغَضَا
وكأَنَّ أوتَارَ الحنين شَجيَّةً
والدَّهرُ يمضي والسُّنونُ تَقضُّهُ
يا رُبَّ صَرْحٍ في الحياة نُشيِّدُهُ
فيه الكيانُ يَفيضُ بِرَّاً للوَرَى
والقلبُ يندى والمشاعرُ جمَّةٌ
والشُّكرُ للرَّحمن ردَّده الصَّدَى
يا رَبِّ فانشلْ حَالنا من ضَعْفِنا
والقَلبُ يَبكي ما يَشُوبُ صَفَاءَهُ
واجعلْ رِكَابي والصَّلاحَ قوافلاً
واختمْ إلهي باللطَائِفِ رِحْلَةً
أمْ أنَّ بعدَ تَمامِهَا الإخصابُ؟؟
للمَرءِ حِيْنَ تُحَكَّمُ الألبَابُ
فيها التَألُّقُ والأصيلُ غِيَابُ
للعُمْرِ تُطْوَى والسُّنونُ طِلابُ
فَغَدَتْ فُراتاً بالحِجَى يَنْسَابُ
مثلَ الجِنانِ قُطُوفُها الأطْيابُ
وجهُ الحَياءِ وَوَجهُهَا أَنْسابُ
وأَتى النَّذيرُ.. أَبَعْدَ ذَاكَ جَوابُ؟!
فيها العظاتُ وَوِقْفَةٌ وحِسَابُ
يستعرضُ الأيامَ كم تَغْتَابُ؟؟
يَجِدُ الكَواهِلَ أُثْقِلَتْ ترتابُ!!
رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّنا هُيَّابُ
أبداً وسَعْدَ الوالهين سَرَابُ
خَابوا وضَاعَتْ مَنْهُمُ الآرَابُ
ممَّا رَأوْهُ سنُونُها أَنْيَابُ!!
ومَآلُ عَيْشِ المُتْرَفين يَبَابُ
أَوَبَعْدَ نُضْجٍ في الحياة كِذَابُ!!
أَوَبَعْدَ طَيْرِ الأربعينَ غُرَابُ!!
أَوَما يَلوحُ على الأصيلِ سَحَابُ؟!
أَوَبَعْدَ خَمسِ الأربعين ضَبَابُ!!
فكَأَنَّ في وَثَبَاتِها التِّشغابُ
وتودُّ تحلمُ والشَّبابُ رِغَابُ
عَزَفَتْ نشيداً هَاجَهُ زِرْيَابُ
ولِكُلِّ عُمْرٍ نَبرةٌ وإِهَابُ
فيه الخلاقُ ونَفحُهُ الآدابُ
وعلى البناءِ يُعَشْعشُ اللبلابُ
ومع المَودَّةِ جَنَّةٌ وقِرَابُ
وبذاك تعمُرُ ديرةٌ وهِضَابُ
فالصَّرحُ يَشْكو والبناءُ خَرَابُ
والنَّفْسُ تَطغى حَولَهُ وتُرَابُ
ومع الذينَ تَيَقَّنوا وأَنَابوا
ألقى القَبُولَ وباليَمينِ كِتَابُ
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|