بين النعمي والصمت أحمد صالح الصالح مسافر
|
حبيبنا.. ما لهذا العهد نسيان
(عليٌّ).. مازلتَ تحيا في جوانحنا
وأنتَ في القلب..مهما الدار قد بَعُدَتْ
لئن رحلتَ.. إلى أهلٍ إلى بلدٍ
هي «الرياض» التي لا زلت تعرفها
حبيبنا.. أيها (النعميُّ) معذرةً
فأنتَ قيثارة الذكرى وحَادِيَها
إن ضَنَّ (جيزان) (بالنُّعمىْ) وأَسْكَنَهُ
غَنَّى خمائلها.. فاهتزَّ من طَرَبٍ
على البيادر ألقى سِحْرَ ما عَزَفَتْ
يا شاعري.. لامَسَتْ جرحاً نُحاذِرُهُ
غنيتَ أهلاً.. وأرضاً رجعَ أغنية
(عليُّ).. ماذا يَبُثُّ الشعر من ألم
ألأن.. في (القدس) جرح كَلَّ مبضعه
ويشتكي الشيخ مغلولاً تجرجره
وفي (العراق) بكى الأغيار محنتها
مرَّت عليها.. علوج الروم ظالمةً
لم يتركوا عامراً إلا غدا خَرِباً
شريعةٌ فيهم الأرهاب من زمن
محاكم العار.. لم تنساهنَّ (أندلس)
حبيبنا.. لا يَدٌ تأسو مواجعنا
تكالَبَتْ أُمم الدنيا على غدنا
سرنا إلى خطة للسلم فاجرة
حبيبنا.. أيُّ حق سوف يجمعنا
ألمسلمون.. لهم ليل.. تَطَاوَلَهُ
لعلَّ.. يأتي صباحٌ لا تكدره
تأتي به أُمَّةٌ مَلَّتْ مخازيها
حبيبنا.. وإليك الشوق دانيةٌ
طابت أماسيك ماهبَّ الصَّبَا سَحَراً
طابت أماسيك.. ذكرى لا يُغَادرها
نلقاك.. في كل شبر كنتَ تَعْبُرُهُ
(عليُّ).. فاهنأ بأحبابٍ دفاترهم
لك التحايا.. صَبَا (نجدٍ) تُهَيِّجُها
ذكراك.. لم يَسْلُها قلبٌ ووجدان
حباً.. وشعرك للأصحاب نيشان
هي (الرياض) لنا حُبٌّ.. و(جيزان)
فلا يزال هنا.. أهل.. وخلاَّن
قصيدةً.. بهوى الأحباب تزدان
إن قَصَّرَ الشعر أو خانته أوزان
تلفتت لك أَلْبَابٌ.. وأبدان
في القلب.. فهو لنور العين إنسان
سهولُهُ الفِيْحُ.. واشتاقته وديان
أشعارُهُ.. بَوْحَ ما صاغته ألحان
قصائدٌ.. رُقْيَةٌ.. للعشق عنوان
يحدو بها الناس سُمَّارٌ وركبان
ونحن في الأرض.. آلام وأحزان
في (غزةٍ) تشتكي غيدٌ وغلمان
أيدي (اليهود) ويشكو الجور شُبَّانُ
و(الرافدان) و(سامرا) و(بغدان)
قيصر الروم بالتدمير.. فَنَّانُ
لكل حُرٍ بها قَيْدٌ.. وسجَّان
لم تَطْو ذكراه أحداثٌ وأزمان
كم سامها الخسفَ عربيد ورهبان
ومالنا في لباس البأس أعوان
ونحن في لهونا.. ساهٍ وحيران
طبع اليهود.. خيانات وعدوان
وبأسنا بيننا خُلْفٌ وخذلان
ذوو المروءة واستغواه شيطان
وساوس الغرب لا يغشاه بهتان
يَضُمُّ أشتاتها.. عقل وإيمان
قطوفه.. ورحيق الشوق تَحْنانُ
نفح الخزامى يُزَكِّيها وريحان
فِكْرٌ.. ولا خان منها السمعَ أذانُ
ذكراك.. يحفظها.. روضٌ وبُنْيَانُ
لا زال يعبق فيها منك إنسان
ونَفْحُها من عرار الشوق رَيَّان
1441425هـ
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|