صدى لون
(اللوحة سفير بلا لغة !! )
محمد الخربوش
|
حديث التشكيليين هذه الأيام هو (مسابقة السفير) التي دعت إليها للمرة الثانية مشكورة وزارة الخارجية، والتي تهدف من ورائها الوزارة إلى الخروج بحصيلة جيدة من الأعمال الفنية (اللوحات والمجسمات وخلافها)؛ لكي يتم نشرها في أرجاء العالم عبر سفاراتنا في جميع دول الأرض. أقول: أتذكر إذا لم تخني الذاكرة أنني ومن خلال هذه الزاوية وقبل قرابة خمس سنوات مضت كنت قد تطرقت إلى أهمية مثل هذا التوجه، بل أتذكر أن عنوان مقالتي كان (اللوحة.. السفير المتجول). وكنت قد أشرت إلى الدور الإيجابي لهذه الأعمال وقدرتها على إيصال البُعد الثقافي والتراثي والفكري لبلادنا إلى العالم الآخر.. يأتي ذلك من خلال معطيات ومسلمات أزلية، خاصة إذا ما علمنا أن الفن التشكيلي لا يحتاج إلى مترجم؛ لأن الفن لا لغة له، وبإمكان أي إنسان أن يقرأ اللوحة ويتفاعل معها ويدرك مراميها وأبعادها ومعطياتها المختلفة بنسب تتفاوت من شخص إلى آخر وفق معطيات ومدركات شخصية.. إلا أن الرسالة الأهم للوحة تبدو جلية وواضحة خاصة عندما تتحدث عن التراث والثقافة والتنمية.
ومن هنا فإنني أيضاً ومن خلال هذا الطرح أجدها فرصة للإشادة بهذا التوجه الواعي من قبل وزارة الخارجية، الذي يأتي أيضاً ليساهم في تحريك الجمود في الساحة بعد إجازة الصيف ورمضان وإجازة العيد، ثم إن مساهمة وزارة بحجم وزارة الخارجية في الحراك التشكيلي مؤشر إيجابي لتنامي الحس الفني والإدراك الجمالي للأحبة في الخارجية بما يؤكد تنامي الجمال وحضوره الفاعل في جميع المحافل والمنتديات المحلية والدولية؛ لأنه وكما أسلفت فإن (اللوحة) لغة عالمية وبالتالي من السهولة بمكان التعامل معها، وهي - أي اللوحة - وسيلة سهلة وفاعلة لإيصال المعلومة، وبالتالي فهي مؤشر للاطلاع على ثقافة وتراث وتاريخ ونهضة وطنها الأم. ومن هنا أيضاً فإن نشر الأعمال الفنية في ردهات سفارتنا في الخارج سوف يجعل من اللوحة مرآة صادقة تنعكس من خلالها كل المعطيات التراثية والثقافية والفكرية والحضارية لبلادنا الغالية، وسوف تكون ردهات السفارة معرضاً مفتوحاً طوال العام لجميع الزوار والمراجعين وخلافهم، وهي فرصة لهم للاطلاع على جزء مهم للإبداع السعودي من خلال هذه الأعمال. وكنت أتمنى من الوزارة أن تبادر إلى طباعة الأعمال الفائزة والجيدة على كروت (بوستال) أو على شكل (بوسترات) لتكون لدى السفارات لتوزيعها على الزوار والطلاب والباحثين وخلافهم. وكنت أتمنى أن الوزارة أيضاً تفي بوعدها عندما أكدت أن الأعمال الفائزة في دورة المعرض الأول سوف تعرض في معرض متنقل في بعض دول العالم.
أجدها فرصة أيضاً للإعراب عن تقديري وتقدير الفنانين التشكيليين لمثل هذه المبادرات الواعية وهذا النهج الجمالي الواعي الذي تبنته مشكورة وزارة الخارجية. تحية لكل من ساهم في هذا التوجه، والتحية لكم أنتم أيضاً.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
