ليتني كنت نيسابا شعر- بديعة كشغري
|
مُزَمَّلّةً بنصوصِ (سُومَرْ)
أمضي..
أمتطي صهوةَ البدءِ سِفْراً
أو رحيلا خَلْفَ أرْوِقَةِ الغِياب
أحتسي دَفْقَ أغنيةٍ ناشَدَتْ روحي
فناشَدَها لحاء الأرض يقتات العَذابْ
أنا الوقت أذكرُ (نهرينِ) كانا هنا:
تاجَيْنِ للألَقِ المعَتَّقِ
بالصَّباحاتِ الرِّضابْ
دِجْلَةُ والفراتُ والفجرُ ما بينهما
(أرضي)
وردةٌ أمْ جمرَةٌ
على كَتِفَيَّ أحْمِلُها
أُفَتِّشُ عن صَلْصالِ تكويني
أرضُ السّوادِ الْ (تشتاقُ بارِئِها)
خلفَ السِّياجِ
أناديها
تناديني..
مَنْ يُصْدِرُ الحُكْمَ على
نَخْلٍ إذْ تَرَمَّلَ
أو طِفْلٍ إذْ تَيَبَّسَ
في هشيمِ سؤالِهِ
ماتَ مَصْعوقاً
قبلَ يُدْرِكُهُ الجَوابْ
مَنْ يمنحُ المقهورَ
سُنْبُلَةً أو نهاراً
مَنْ يوقِفُ العَصْفَ
والأُفُقُ لا أُفُقَ سوى مِقْصلَةٍ
- كلَّ يومٍ -
تنشُرُ في المدى
شُهُبَ التَّمَزُّقِ والخَرابْ
* * *
ليتني كنتُ (نِيسابا) (1)
كي أعودَ إلى فَاْسِ (إنْليلْ) (2)
أُقَلِّمُ الرّيحَ
أعْتَمِرُ القِياماتِ
أُعيدُ تكوينَ الشَّرائِعْ:
فإِنْ نخلتانِ في هجيرِ ضَِرّائِهِما
إلَيَّ اشْتَكَتا..
عُدْتُ إلى موسِمِ الجَنا
أُوَدِعُ الغِلَّةَ
في جَبَلِ (ذي أريجِ الأَرْزِ)(3)
لا تُصارِعُهُ الرّيحُ
لا تُغَيِّبُهُ
انطِفاءاتُ السَّحابْ
ويلي عليكَ يا وطَناً
جناحاكَ في نَشْوَةِ الجرْحِ
يَهيضان
يرتادان منفى الرّوح
جناحاكَ يَقْتَصّانِ منكَ
وأنتَ في العَدَمِ المُؤَجَّلِ
تتلو سورةَ الأحزابْ
(أتُراكِ تَتَقَصّى الشُّروقَ
وأنتَ تركعُ للأُفولْ )
وهم ... يُراوِدونَكَ
عن مياهِ بدئِكَ والفُصولْ
فوق صِراطِ قَتْلاكَ يمشون
يفْتَضّون بكارَةَ الأشْياءِ
يقْتَلِعونَ مِصْباحَ حمورابي..
ماذا تَبَقّى من الأسماءِ
غير وَجْهِكَ والشّظايا
نحو كُثْبانِ مجهولِكَ تَزْحَفْ
ترتادُ المَنايا
إنَّهُ الوقْتُ ينعاكَ يا وطناً
فانهضْ من رَمادِكَ أيُّها الفينيق
حَطِّمْ قُيودَ مَحْوِكَ
إنّي لِنَبْضِ سُومَرَ أصْطَفيك
دَيْمومةً قُصوى
لِيُنْبوعِ آشورَ وأكادْ
ماءً إلهيّاً
من خِصْبِ بابل
اتَشَوَّفُ سيرتي الأولى
إلى لَوْحَةِ التَّكْوين
نوري (العادِياتِ)
تَقْدَحُ نارَها قَدْحاً
يومئذٍ نخرُجُ من
مداراتِ السَّرابِ ..
نَصيرُ فاتِحَةً وَرَيْحاناً وروحاً..
أوتاوا - 5 يونيو 2006
badia33@rogers.com
badia.kashgari@gmail.com
***
(2)نيسابا: رمز الحامية للزراعة
(2) إنليل: (ثالوث التكوين السومري An, Enlil, Enke) وفأسه كانت رمز الزراعة وعمار البلاد
(3) جبل ذي أريج الأرز: جبل الكون في أساطير سومر وآكاد وآشور
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|