أسفي عليك اليومَ يا سعدُ |
إني أراكَ بلا هُدىً تعدُو |
تاجُ الأمانةِ قد أضيعَ على |
كأس الهوى بلْ ضُيِّعَ الرشدُ |
عبثا تحاولُ وأدَ جارحةٍ |
بالحق تنبضُ بالهدى تشدُو |
ينزو عليكَ الجهْلُ ليس لهُ |
من عاذرٍ إن جرهُ العمدُ |
هل تُحجبُ الشمسُ التي سطعتْ |
ولها بأضلاع الثرى وقدُ؟ |
من أنت؟ ماذا تبتغي؟ ولمنْ |
تهذي؟ وأين نُهاكَ يا سعدُ؟ |
أتُريْدُ جيلاً فارغاً تبعاً |
أنتم أبوهُ وأنتمُ الجَدُّ؟ |
أيسُرُّكَ التغريبُ في وطنٍ |
دينُ الهدى دستورُهُ الفردُ؟ |
وهل الريادةُ أن تثُور على |
ماضيكَ حيثُ الشهدُ والوردُ؟ |
يا سَعْدُ لا تغترَّ إنْ ضحكِتْ |
دنيا الغرور فلمْ يدمْ سعْدُ |
هبْ أنكمْ نلتُمْ بها رُتَباً |
عليا وصار لكم بها مجدُ |
وتفرَّعتْ آمالكم وزهتْ |
أحلامُكُمْ وتحقق القصدُ |
أتظن أنك خالدٌ أبداً |
دون الورى والعُمْرُ ممْتدُّ؟ |
ما هكذا يا سعدُ... قدْ وضحتْ |
كلُّ الرؤى وتبين البُعْدُ |
عجباً لمن يسعى بلا هدفٍ |
ويَضيعُ منهُ السعي والجَهْدُ |