فهذا هو الشاعر العملاق أمضى حياته مكافحا.. ومنافحا عن فكره الناضج في وقت كانت الطلائع الأدبية والفكرية تعاني ما تعانيه من عدم التجديد والتمسك بالقديم الموروث.. فكان العواد عكس ذلك.. فيا حبذا لو طبع انتاجه وعمم لتراه الطلائع الأدبية الشابة بدءاً من الخواطر |
المصرحة (خواطر مصرحة) وانتهاءً بآخر ما ألف وكتب وحاضر وقدم لكتب.. مع الأمل ان يكون فكر العواد وغيره من الكبار محل عناية ودراسة وتقديم الجوافز لكل دارس يستطيع ان يسلط الأضواء على تيك الصروح في ذاك الزمن الذي عزت فيه الامكانات.. وصبر اولئك الرجال كالعواد وامثاله على انكاد الحياة.. في مجتمع يراوح بين قحط الفكر وتحسين المستوى المعيشي.. الصحافة مثلا كانت الصحف زمن الافراد تكاد تعيش على الكفاف.. وكان اصحابها.. وقد عاصرتها في المنطقة الغربية.. يتكلفون فوق طاقتهم ماديا. اما الآن فالصحف أغلبها يدفع ولا يخشى الفقر..! في ذاك الزمن زمن العواد وغيره يجاهدون في الصحافة جهاد الأبطال ويعيشون حالة كفاف الله يعلم بها.. فماذا يضير لو تحملت الصحف طباعة انتاج العواد وغيره مع النوادي والتي قام بعض النوادي الأدبية بالطبع ولكن ما طبع لا يغني الساحة الأدبية.. بلادنا والحمد لله.. في نهضتها المباركة قادرة بعون الله. على العطاء والإنفاق. |
أما أنت ايها العزيز سأرد عليك بعد أن كتبت عن الشاعر الكبير محمد حسن عواد ما كتبته عنه من باب الذكرى لأولئك الطود الشامخ مع انني لم اقابله في حياتي الا ما قرأت له من سنين وسنين.. ومع ذلك اقول: أين سفوحي من قممه. نعم للذكرى وان كان لا ينسى.. كتبت عني في الثقافة العزيزة التي يأمل الجميع منها التقدم واعطاء كل ذي حق حقه.. في الساحة الأدبية والفكرية.. والاخذ بيد كل ناشئ متطلع باستعداد لأن يكون مع الأيام منظرا متطورا، ليضيء لغيره الطريق الحق في مسيرتنا الأدبية والفكرية.. كتبت بعنوان الهذال (عاشق) للسرد والابداع.. فكلمة الابداع لي فيها نظر..! |
فلست يا سيدي مبدعا بل حاولت ايامها الإبداع.. وكتبت ما كتبته خلال ثلاثة عقود قصصاً من البيئة.. نعم من البيئة ..عن الانسان وارضه .. رغم اعتراض بعض الاخوة على (من البيئة) .. سيدي بعد خلاصي من العمل الوظيفي في المعارف سابقا (التربية والتعليم لاحقا). ومن فرع جمعية الثقافة والفنون بحائلنا.. بعدهما رأيت في القراءة الميدان الواسع لأن اقرأ واحلل وأتأمل.. لست غائبا بالمعنى.. كنت ايام الطفرة وما بعدها.. اكتب القصص من البيئة.. والتي تمثل صورة من صور مجتمعنا (يعني مصورة) وما كتبته يمثل مرحلة من مراحل المجتمع.. ولست غائبا او قليل صحة بالمعنى.. وقد البستني جزاك الله عني خير الجزاء اكثر من حلة من التكريم الذي لا استحقه.. فما انا الا كفرد من المجتمع ومن شرائحه الكادحة.. اعني كادح وابن كادح.. احب الحقيقة ولن احيد عنها.. ولو كنت غير ذلك لرأيتني غير |
ذلك.. ولم احرم حتى من حقي البسيط من الترفيع لمرتبة بسيطة. فالكادح دائما يرى الصراحة ويعانقها لأنها حق والحق احق ان يتبع لكن..؟ |
ماذا نقول لحاقد أو حاسد عجن فكره بالجهل والاقليمية الضيقة ونسي التاريخ او انسي ذكره!! ولن اكتمك انني امتلك مكتبة فيها مئات الكتب المتنوعة هي في بيتي بيتي الثاني!! فالقراءة لها طعومها الخاصة.. ولا يعرف هذه الطعوم الا من أولع فيها.. نعم من أولع في القراءة. وعوالمها المتجددة في العطاء. فهي بمثابة الثمرات.. ثمرات عقول.. خاصة اذا تنوعت الكتب الجيدة.. وركلت الرديئة المنحرفة المملوءة بالتدليس والأكاذيب.. ولعل القراءة تجعلني من حيث لا أدري كاتباً للقصة والرواية والتاريخ وشتى العلوم.. بصورة يرضاها الجميع وبنفس الاسلوب الذي اعتدته.. وعرفت به من خلال قصصي (من البيئة) التي اعتز به لانها كانت في فترة زمنية.. مرت بي .. ومن خلال المجتمع كتبتها وقلت رأيي ببساطتي، بساطتها بدافع المحب لأرضه وانسانها الطيب.. الذي اتمنى له الحياة الطيبة ورغد العيش.. وسأكتب ايها الأخ ع.ش متى ما وجدت الزمن الملائم المريح من القراءة لبعض الوقت ان نسأ الله في العمر المحدود في هذه الحياة التي لا تدوم على حال من الأحوال.. وقاربت أن اكون طاعنا.. الا ان يجود العلم وابحاثه في تجديد الانسان وخلاياه لينعم على هذه الكرة بالخير والصحة والمحبة.. وهذا بالامكان ان يكون ومتى..؟ بعد ان نكون شبعنا موتا.. على حد تعبير اخوتنا بأرض الكنانة الاعزاء بقولهم (فلان مات وشبع موت) ولا شك ان الاعمار بيد الله تبارك وتعالى. |
|
عاشق عيسى الهذال |
حائل ص 7004 |