| التلفزيون.. الثقافة المُغيَّبة...؟ «2-2»
|
*محمد الدبيسي:
** لم يكن حضور (الإخبارية) بداية لحركة تصحيحية تتوازن مع النقلة النوعية الكبرى في عالم القنوات الإخبارية، وتزايد أقنية البث واختلاف نوعياتها وأهدافها وقدراتها، وإن لم تعدم القناة شيئاً من (مواكبة ما..) لتلك النقلة، التي كان أبرز مظاهرها ظهور المذيعة السعودية (المرأة).. جنباً إلى جنب مع المذيع (الرجل)، بينما ظلت القدرة التحريرية مواكبة الحدث ورصد تداعياته وتحليله، ومس جوانب مهمة في كياننا الثقافي والاجتماعي دون المأمول..؟
وجاءت برامجها (الحوارية) بذات القدرات (لكوادر شابة).. ينقص بعضها التأهيل المهني والمهارة النوعية، فبدءوا بمحاكاة مذيعي القنوات الرائدة بإمكانات ثقافية متواضعة.. وبحضور مباشر لم يألفوه، وتلقائية لا يحسنون التكيف معها.
وأصبح (المشاهد) الذي يمتاز بقدرة على الفرز وتقصي عناصر وسمات الاختلاف، وقادراً على إبداء حس انتقادي.. وممارسة ذائقة انتقائية أضحت لا تمرر أو تقبل بأي شيء..؟
بمعنى أنه لم ذلك (المعتاد) على عالم (الصورة الحية والمتحركة) أمامه، دون تدقيق وتلمس العلامات الفارقة..! الالتزام الصارم والمحافظة التقليدية ظلتا أبرز ما يميز (قنواتنا) عن بقية القنوات..!
إضافة إلى (تميزها) في التقشف في مواكبة عصر التحولات.. وتوخي رقابة التيار الاجتماعي ال(بعينه).. ومحاولة الالتفاف الحي والمكشوف على رؤية ورأي المشاهد، وحسه الانتقادي النابع من ثقافة (محافظة).. فأصبح تصورها (غُفلاً) من فهم الواقع وفن التعامل معه..؟
** بقرار سامٍ وإرادة سياسية رفيعة.. أوكل أمر (الثقافة والإعلام) منذ سنة إلى سليل أسرة أدبية وإعلامية عريقة.. فأبوه أول رئيس تحرير لجريدة (المدينة المنورة) الصادرة بالمدينة المنورة عام (1356هـ).. وهو - الوزير - صحفي سابق ومدير مؤسسة صحافية كبرى. بدت علامات حضوره الأميز تتراءى بجلاء في (كلمات) ألقاها نيابة عن أهالي (المدينة المنورة) في مناسبات رسمية عديدة.. لا يعدم متأملها استجلاء حسه الأدبي وذوقه في هندسة الكلمة ومراعاته لدلالتها وتوقيتها وطبيعة مضمونها.. يستهل عهده بنقلة نوعية في جملة البرامج الموجهة... واختيار كوادر إعلامية تمتاز بالخبرة المهنية العالية.. من أمثلتها تعيين (محمد التونسي) مديراً لقناة (الإخبارية)، وإعادة هيكلة البرامج التلفزيونية في (القناة الأولى) ووضع معايير جديدة في اختيار هذه البرامج، بمختلف أنواعها سياسية وحوارية (دينية وثقافية واقتصادية) وفنية وترفيهية، وكسر قاعدة المألوف للمشاهد للتلفزيون (السعودي).. بما عُدَّ من قبل (المشاهدين) مراعاة لحساسية التلقي واحتراماً لعقولهم وأذواقهم.. وإرضاءً لاتجاهاتهم وإشباعا لرغباتهم..!
** أعمال مسرحية (محلية) منفذة منذ سنوات عديدة، وشاركت في مهرجانات فنية (دولية)، لم يتمكن المشاهد المحلي من مطالعتها إلا في عهد (الوزير الجديد).. الذي أعاد ترتيب مواد السلم البرامجي وهياكله.. واستفاد من الكوادر الشابة (المؤهلة) وفتح المجال أمامها لاستثمار طاقاتها على الصعيد التنفيذي..!
وهو ما يعبر فعلياً عن الانتفاض على الخطية المترهلة لبرامج (مهترئة) تجلب السأم، وتخاطب عقولاً وذوائق من عالم آخر....؟
فكان اعتماد النقل المباشر والمواكبة الحية للأحداث، ومتابعتها بالرصد والوصف والتحليل الحرفي (النسبي) والتردد بين المكاشفة الشفافة والاحتراز في مناوشة (حساسيات) ثقافية واجتماعية (مذهبية) وذوقية تشكل خطوطاً (حمراء) في الذهنية العامة..؟
وهو (مكمن)( الحركية الفاعلة وتحرير إمكانات هذه (الثقافة التلفزيونية) من دهاليز (المحافظة) المتزمتة والالتزام غير المبرر..!
** بمعنى ما.. كانت تغييرات (الوزير الجديد) جوهر هذه الثقافة ولب أهميتها، ترتقي بها لروح عصرية.. لم يعد مقبولاً معها الارتهان في ظلال تقاليد فقدت شروطها الموضوعية.. دون أن يمس ذلك مبدأ (الالتزام) - كوقف ثقافي وأخلاقي - الاعتبار المهني لقناة رسمية.
لعل الشاهد الذي يؤكد ذلك، الحملة التي شنتها فئة من (الورائيين) في بعض مواقع الانترنت على هذه التغييرات.. ودعاواهم المظللة الناتجة عن (فكر نكوصي).. لا يعي حركة الزمن.. أو منظور الوعي الاجتماعي وملابساته..!
إن (الوزير) المحظى بثقة القيادة وطموحات الناس وتطلعات المشاهدين، والمربي على محصول ثري من إدراك الاتجاهات والأفكار والتيارات، (قمين) بأن يواصل مسيرة لازالت في خطواتها الأولى، في مسار التطوير والتنويع والانفتاح.
md1413@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
