قبول الآخر
|
*تأليف: المطران يوحنا إبراهيم - بيروت: دار قدمس 2006
يتناول الكتاب علاقة الإنسان بالحضارة، فمنذ أن ظهرت عبارة صدام الحضارات للمفكر الأمريكي صموئيل هنتنجتون، يحاول المفكرون والمعنيون بشؤون الحضارات وحوارها مع بعضها البعض، وعلاقة الإنسان بها أن يصوّروا العالم وكأنه على كف عفريت، فالحضارات في نظر البعض، لا تتنافس فيما بينها بقدر ما تتصارع، وصراعها سيؤدي حتماً إلى إلغاء الواحد للآخر، أو ذوبان الواحد في الآخر، أو بروز حضارة جديدة لها كل إمكانات الاستيلاء والسيطرة، وبالتالي قيادة المجتمعات الأخرى. ولكن ماذا يعني الكاتب بالحضارة؟ الحضارة هي الكلمة العربية المقابلة للكلمة الإنجليزية civilization، فالحضارة بحسب ما نراه هنا مكونة من جوهر ومظهر أما الجوهر فهو معتقداتها وقيمها وأنماط السلوك الشائعة فيها، وأما مظهرها فهو إنجازاتها المادية من قوة عسكرية واقتصادية، ونظم سياسية وعمران.
يبدأ الكاتب كتابه باستعراض قبول الآخر في التراث الديني عارضاً لقصة قابيل وهابيل، موضحاً أنها أول نموذج رفض للآخر في التاريخ، كما عرض أيضاً تأكيدا لنفس المفهوم قصة يوسف وإخوته، ويتساءل المؤلف في كتابه في أكثر من موضع هل حقاً أنه مع كل هذا الكم الهائل من التقدم التقني يستعد العالم الآن ليدخل في صراع مع نفسه نتيجة تعددية الحضارات؟ وهل هذا الصراع سيؤدي إلى دمار البشرية؟ أسئلة عديدة يطرحها الكتاب حول مستقبل البشرية القادم، موضحاً أن الصراع كان وما زال وسيبقى على معاني القوة أو بمعني آخر أن الصراع دائماً يحسم لمصلحة الأقوى، ومن يملك السلطة، ومن يستطيع أن يقضي على الآخر، وهكذا نرى شريعة الغاب تعود من جديد إلى الحياة، بينما تؤكِّد جميع الكتب السماوية والشرائع الدينية أن مفهوم التسامح والإخاء والتآلف هو الذي يجب أن يسود المجتمعات لترسيخ معاني العدالة والسلام، كما أنه يجب أن يربط كل منا بالآخر.
لهذا يدعو الكاتب من خلال كتابه إلى قبول كل منا لنفسه أولاً حتى يستطيع أن يتقبل الآخر في يسر دون أي مشقة حتى يصبح هذا المفهوم هو الأساس وما عداه هو الشاذ.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|