| درويش والكتاب الأخير
|
سئل الشاعر محمود درويش عن أعماله فقال: (حين اضطر إلى قراءة أعمالي الأولى من أجل تصحيح الأخطاء الطباعية استعداداً لطبعة جديدة، وليس من قبيل مراقبة تطوري أو مراقبة ماضيّ الشعري، أشعر بكثير من الحرج، أي لا أنظر إلى ماضي برضا، وأتمنى عندما أقرأ هذه الأعمال ألا أكون قد نشرتها كلها أو نشرت جزءاً كبيراً منها). هكذا الشعراء الكبار، إنهم لا يرضون أبداً عن قصائدهم ويحلمون بخلق قصيدة مغايرة في الغد.. ومحمود درويش من هؤلاء الشعراء الذين يطيلون النظر وقراءة أعمالهم قبل طباعتها عشرات المرات وينقحها عشرات المرات كما جاء في إحدى إجاباته.. وعندما يصدر ذلك الديوان فإن درويش يتحرر منه كليا (ويصبح ملك غيري، ملك النقد وملك القارئ)! ويرى الشاعر بعد ذلك أن السؤال الصعب: ماذا بعد؟ ويقول: الآن أشعر بأنني خالي الوفاض كما يقال ومسكون بقلق، هل أستطيع أن أكتب من جديد أم لا؟ دائما عندما أصدر كتابا أشعر بأنه الكتاب الأخير.
درويش شاعر تلقائي وصناعي بمعنى أنه يجمع ما بين مدرستي الصنعة والطبع، تشعر أنه يجهد نفسه في القراءة والاطلاع ومراجعة لآلئه وقصائده وفي الوقت نفسه يترك نفسه على سجيتها فتأتي قصائده كقيثارة.. لوحة فاتنة.. لقطة سينمائية رائعة. وكانت (المجلة الثقافية) قد احتفت بشاعر المقاومة وزهر اللوز والجدارية في عددها السنوي الرابع.. وقد شارك في هذا العدد الخاص الذي ارتفعت صفحاته من 24 إلى 32 صفحة المبدعون والنقاد على مستوى الوطني العربي مثل: الشاعر قاسم حداد من البحرين والشاعر سيف الرحبي من سلطنة عمان والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والدكتور عبدالعزيز المقالح من اليمن والدكتور عبدالله الغذامي والدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي والدكتور سعد البازعي والفنان مارسيل خليفة.. وآخرين.
قبل أيام كان للجمهور الثقافي موعد مع الشاعر محمود درويش وذلك في الصالة الثقافية لمتحف البحرين الوطني، حيث امتلات القاعة وتوافد كثيرون من مثقفي المملكة على البحرين وذلك للاستماع إلى شاعرهم المفضل ويتطلع مثقفو المملكة من وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام الى استضافة المبدعين.
علي سعد القحطاني
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
