| زمن درويش.. أم زمن القنبلة؟
|
في زمن تحتل فيه الوردة زاوية العين، فلا نراها مواجهة، عياناً، بل نتخيلها جنوحاً للتفاؤل، تقبع القنبلة في بؤبؤ العين، فلا نستطيع أن نتجنب بشاعتها إلا سهواً أو تناسياً، أو ذهاباً في تفاؤل الشعر الحزين.
ومحمود الذي لا يحتاج إلى إضافة، لغة، أو طرحاً وجمعاً، حسابياً، هو محمود، لكن (زمن درويش) عنوان مخاتل، حتى لا أقول (غير موفق): هو عنوان مخاتل من باب الدفاع عن قضية خاسرة، في زمن خاسر، لا يربح فيه سوى الشهداء، حتى الشهداء، الأحياء منهم، أو ليس الشهيد صاحب قضية خاسرة في حياته، يربح بها حياة أجل وأسمى؟ فيترك لنا قضية مضرجة بالدم، الذي يذكرنا بلون الوردة، لون شقائق النعمان القانئ، لون شعراء الشام، شباب الشعر في كل العصور.
(زمن درويش) سيعتز به محمود، وستعتز به (الجزيرة) وقتاً طويلاً: ومحمود شهيد حي كسنبلة تجف لتملأ الوادي سنابل، عل السنابل تمحو صورة القنبلة، وتخنق صوتها، وتحيلها سماداً للأرض.
ومحمود ينتظرنا كما ننتظره، فكان لقاؤنا على صفحات المجلة الثقافية في (الجزيرة) لقاء محبة (هو يحبنا لأننا نحبه، ونحبه لأنه يحبنا).
وحول مواد الملف، ومساهمات الكتاب والشعراء، فقد كانت متفاوتة المستوى ويرضيني، كقارئ، أن تقدم لي تلك المساهمات نسبة 10% مما أكنه من حب وتقدير لمحمود، الشاعر والإنسان، وقد فاقت قيمة هذه المواد تلك النسبة بكثير، وأخص بالذكر ما كتبه عبدالله الغذامي، ونزيه أبوعفش ومحمد الصغير، دون سواهما، لتأتي بقية المواد دون ذلك، وفي طبقات مختلفة أدنى مستوى.
كما أخص الحوار الذي أجراه الأستاذ عبدالكريم العفنان بالثناء، فقد تجنب ما أمكن تكرار الأسئلة والمسلمات التي وردت في حوارات كثيرة مع الشاعر.
أهنئ أسرة المجلة الثقافية والجزيرة على جهدها، ومبادرتها، وإلى الأمام.
علي العائد
شاعر سوري
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
