بعد تغييبهن عن تشكيل الأندية الجديد.. مثقفات: لماذا تجهضين حقنا يا وزارة الثقافة؟!
|
* الثقافية - منى العصيمي:
في ظل هذه المرحلة الراهنة تتسارع التوقعات علواً للدور الريادي الذي بدأت المرأة تتبوؤه في كثير من الأمكنة من منطلق الوعي بما هو لها، وبما هي قادرة على فعله، غير أن وزارة الثقافة والإعلام أطاحت بهذه التوقعات حد الصفر، وذلك حين أعلنت عن التشكيل الجديد للأندية مغيبة المرأة كعضو فيها على الرغم من أن الساحة الثقافية والإعلامية تزخر بنماذج نسائية مؤهلة بما تتمتع به من وعي وعطاء، وهذا ما أثار في الذهن عدداً من التساؤلات.
تغييب المرأة في التنظيم الجديد
القاصة والكاتبة نورة الأحمري شاركتنا قائلة: أولاً دعونا نأخذ في الاعتبار أن الأندية الأدبية تم تأسيسها إيماناً من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بدور الثقافة، ولا يغيب عنا أنها في الأصل مؤسسات أهلية تتصل مباشرة بالرئاسة العامة التي تقدم لها الإعانة المالية السنوية.
بمعنى أن الأندية وما أثير حولها من خلاف واختلاف هي في الأصل لا يوجد لها مرجعية حكومية، وبالتالي هي لا تخضع إلى لوائح وأنظمة تنسق من أعمالها، وقد تم العمل فيها طوال ربع قرن أو يزيد على الاحتكار الذاتي من بعض الأفراد الذين لا توجد لديهم مرجعية أو حتى آلية يتم بها العمل إلى تحرير هذه الحروف، وفي تصوري أن الصورة بالنسبة إلي على الأقل باتت واضحة جداً، فإذا كان النشاط الرجالي لدى الأندية يكاد يكون محصورا في أسماء لها علاقة مباشرة بالرئيس، فهذا بالتالي سينعكس على الدور النسائي الذي هو بالفعل ليس مغيبا فقط، بل الأصح ليس له وجود على امتداد ربع قرن من الحضور الأدبي الذي برزت به الأديبة السعودية بوجه عام، وأيضاً لا يغيب عن القارئ أن المجتمع لدينا ذكوري، فسهلت العملية لدى الرؤساء، وبما أن الوضع الآن بات تحت هيمنة وزارة الثقافة والإعلام، وما زال اللغط متواصلا بآراء ممجوجة وبعيدة عن الصواب، فلا أستغرب أن يكون وضع حواء هكذا.
وكلمة حق لا الأندية الأدبية بعمرها المنتهي السابق (اذكروا محاسن موتاكم) الذي ناهز الربع قرن قدمت لحواء شيئاً، فمن البدهي أن يكون اللاحق كالسابق، ولكن دور الأديبة السعودية في أي اتجاه لم يكن منشدا لأحد، لذلك فمن الصواب أن نرمي خلف ظهورنا كل ذلك ونواصل العطاء الذي تبنيناه باجتهاداتنا الشخصية. وهذه دعوة لكل الأديبات السعوديات
التشكيل الجديد.. وخيبة الأمل
أما الروائية المعروفة الأستاذة قماشة العليان، فقد عدت أن التشكيل الجديد جاء مخيباً للآمال.. إذ قالت:
- أولاً نبارك للدكتور سعد البازعي توليه رئاسة النادي الأدبي بالرياض وهو قامة أدبية سامقة ونتوقع منه الكثير.. لقد جاءت تشكيلات مجالس إدارة الأندية الأدبية مخيبة لآمال وتوقعات الأدباء (رجالاً ونساء) بأن تتضمن تشكيلة المجالس أسماء نسائية.
وانطلاقاً من إيماني وقناعتي بضرورة تعزيز دور المرأة في الأندية الأدبية في المرحلة المقبلة بشكل يتجاوز مجرد حضورها أو مشاركتها في الفعاليات..
1- أقترح قيام مجلس إدارة أدبي في كل نادٍ يضم (ثلاث) أديبات إلى تشكيلته وذلك بعد إجراء انتخابات يدعى إليه أكبر عدد ممكن من المثقفات في المنطقة يُختار ثلاث منهن لتمثيلهن في المجلس.
2- يكون للعضوات المنتخبات نفس الصلاحيات والامتيازات التي يتمتع بها الأعضاء من الرجال مثل المشاركة في صناعة القرار والتصويت على برامج النادي.
3- يقوم مجلس إدارة النادي بمطالبة الوزارة بإضفاء الصفة الرسمية على السيدات عضوات المجلس، ويعمل بهذه الصيغة لتمثيل المرأة في مجالس الإدارة في حال تعذر منحهن الصفة الرسمية إلى حين إعادة تشكيل المجالس الحالية وصدور قرار تشكيلات جديدة تتضمن أسماء نسائية.
رسالة إلى معالي الوزير
الأستاذة القديرة سارة الخثلان.. رئيسة منتدى الشرقية الثقافي (الأربعائيات) فقد طالبت بإعادة النظر في تغييب المرأة عن عضوية الأندية الأدبية وقالت: كنت أتمنى أن تكون الفرصة قد أُتيحت للمرأة في الأندية الأدبية كعضو فاعل وحقيقي.. فهي نصف الحياة ولا يعقل أن يغيب نصف كامل لأسباب لا أعتقد أنها مقنعة.. المرأة أثبتت نجاحها وتألقها في مختلف مجالات الحياة.. لكننا ما زلنا غير متيقنين من ذلك..؟!
كنا أمّلنا كثيراً بتشكيل الوكالة الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وقبل هذا تباشرنا بأن يكون على رأس الهرم ككل الأستاذ الأديب إياد مدني.. غير أننا تفاجأنا بتغييب المرأة في تشكيل الأندية الأدبية في كل من الرياض والمنطقة الشرقية.
من هنا أوجه رسالة نداء إلى معالي الأستاذ إياد مدني وزير الثقافة والإعلام بأن يعاد النظر في هذا الأمر، وأن يتلافى في بقية أندية المملكة.. مع وافر أمنياتي لثقافتنا بقادم أجمل وأمثل.
التهميش المزمن
أما مشاركة القاصة والكاتبة الأستاذة هدى المعجل.. فرأت أنه ليس من المستغرب أن تهمش الأندية الأدبية المرأة.. لأن هذا ما اعتدنا عليه منها منذ أن أنشئت الأندية الأدبية.. إذ قالت:
عُرف من الأندية الأدبية تهميشها للمرأة السعودية المثقفة بدليل إقصائها منذ تأسيس تلك الأندية، وحتى التشكيل الجديد لمجلس إدارتها المعمول به حالياً برعاية ومتابعة من معالي وزير الثقافة.
فالمرأة المثقفة أقصيت عن عضوية النادي وعن مجلس إدارته وغيّب دورهاً الفاعل بحيث غابت عن أنشطة الأندية من أمسيات ولقاءات وندوات.. ولو أمعنا النظر أكثر في إصدارات الأندية وجدنا التغييب شبه الكامل وتجاهلها كونها كاتبة ومؤلفة وباحثة وأكاديمية بدليل ندرة الكتب الصادرة لها عن هذه الأندية، وما من مبرر وقتها سوى تحجر عقول الرؤساء، ورجعيتهم، ونظرتهم القاصرة إلى المرأة ومدى أهليتها وأحقيتها بالإدارة والتأليف والنشر، وبالأدب والثقافة وكيف أنهم يرون في ظهورها معارضة لخصوصية المرأة السعودية التي ليست مهيأة - في نظرهم - سوى للبيت والزوج والأطفال.. ولم نستغرب وقتها تلك النظرة القاصرة إذا ما أخذنا في الاعتبار عمر رؤساء الأندية وسير نحو سن الشيخوخة بما خلفته سنواتهم العمرية من تمسك بفكر تقليدي..!! لكن أن يأتي التشكيل الإداري الجديد للأندية بذات السمات وبأعضاء من الذكور وتغييب الإناث، فإن مجيئه بالوضع المتأخر نفسه يوسع دائرة التساؤل ويضاعف من عمق الهوة، ونحن نرى المرأة تتسنم أعلى المراتب حتى تهيأت لأن تنال منصب رئيس تحرير.. فلماذا أقصيت من عضوية الأندية ومن مجلس إدارتها..؟!
أمن قصور فيها؟ ونحن من توسمنا خيراً في معالي وزير الثقافة والإعلام، وفي وكيل الوزارة للثقافة د. عبدالعزيز السبيل من نذكر له دوره في النهوض بدوريات نادي جدة الأدبي ودورية رؤى بالذات وكونه لم يتوان في توجيه دعوات لنا كقاصات للمشاركة في الدورية.. فكيف يوافق على تشكيل مجلس إدارة الأندية الأدبية رغم خلوها من المثقفات..؟ قد يقول قائل إن المجلس في بداياته.. وعند دخوله بوابة التصويت والترشيح بعد أربع سنوات سيكون للمثقفة مقعد وصوت.
ومن سيقول ذلك - بلا شك - سيلجأ إليه بهدف عقد ألسنتنا وتكميم أفواهنا.. وهذا ما لا نريده ليس من الأندية.. بل من القائمين عليها.. من وزارة الثقافة والإعلام..
وإن تم التشكيل بالتعيين، فإنه لا يمنع من اختيار أسماء نسائية ثقافية فاعلة دون تحديد الأسماء.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|