| المثاقفة الحضارية في رأي الحارثي
|
* الثقافية - خالد عارف حاج عثمان:
خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني (الحداثة وما بعد الحداثة) الذي عقد في كلية الآداب بجامعة تشرين في محافظة اللاذقية بسوريا تحدث الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي من جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية عن المثاقفة الحضارية - عنوان بحثه في المؤتمر- قائلا: المثقاقفة الحضارية ظاهرة أممية نظرا لقيام الحاجات، فلم تقم حضارة من الحضارات منذ فجر التاريخ بمعزل عن غيرها من حضارات الكون.
والتثاقف، والتحاور، والتقارض، والتأثر والتأثير، كل ذلك من صفات الحضارات الحية التي تأخذ من غيرها ما يوسع نظرتها إلى الحياة، وتعطي ذلك الغير ما تحتاجه من منجزات حضارية سواء أكانت تلك المنجزات من مشتركات الأمم، أو من خصوصياتها.
وقد شهدت الحضارات في مرحلتنا الراهنة من التقارب والمثقاقفة ما لم تشهده من قبل نظراً لثورة الاتصالات والمعلومات، وبخاصة منذ الستينيات من القرن العشرين الميلادي.
فمما لا يختلف حوله اثنان أن هناك مشتركات دينية مما هو بين الأديان السماوية كإقرار التوحيد، ونبذ الشرك، والمحافظة على الضرورات الخمس (الدين، والنفس، والمال، والعرض، والعقل) وهناك مشتركات دنيوية تتعلق بمعايش الناس ومصالحهم.
ويفترض في المثاقفة الحضارية أن تكون مثاقفة اختيارية تتم عن وعي بأهميتها فيما يخص التراكم المعرفي وإنتاجية المعرفة أيضاً. وهذا من أبرز مسالك المثاقفة التي يتحقق من خلالها التعايش بين الحضارات تعايشاً يفضي إلى تحقيق مجتمعات كونية تستثمر المشتركات الحضارية ولا تتصارع حول الخصوصيات التصورية التي تنفرد بها حضارة دون أخرى.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
