يا شاعريّ.. بأيها يحلو الهوى |
لغة.. كأعذب ما يكون نشيدا |
أرسلتها أحلى القوافي غضة |
فإذا المسامع تستطيب مزيدا |
وإذا معاني الشعر تعبق بالشذا |
وإذا الزمان يعود حيث تعودا |
والشوق هز غصون كل أحبة |
لكما وفتّح في الغصون ورودا |
نبهتما الذكرى فأشرق خافق |
بالشعر بيتاً خالداً وشرودا |
أيام كان الشعر موال الهوى |
غنى الملاح وأسكر العنقودا |
أيام أنهلنا الصبا.. وأعلنا |
حباً وروّى الغادة الأملودا |
كانت لنا الفيحاء بيتاً عامراً |
أهلاً وصحباً طيبين عديدا |
وملاعباً ومرابعاً كانت لنا |
دنياً نرى فيها الحياة خلودا |
حتى وردنا الحب عذباً سلسلا |
روّى عروقاً في الهوى ووريدا |
أحبابنا وبأي قافية وفي |
أيّ المعاني شئتما التغريدا |
علمتما أحلى القوافي صبوة |
لغة الهوى فسما ورقّ قصيدا |
والعيد يوقظ في القلوب صبابة |
ويعيد لي الجرح القديم جديدا |
والآن هذا القلب أوجعه السُرى |
وزمان أطلع قاسطاً وكنودا |
وأدار كأس الظلم يروي أمة |
في الشرق.. أرهقها البلاءُ صَعُودا |
وتنادت الأعداء من أقطارها |
واستنبحوا أهل الضلال حشودا |
من كل ذي حقد دفين غِلّهُ |
أكل الحشا منه وغلّ الإيدا |
للروم فينا قاسط ومضلل |
ومشايع ظن الصلاح جمودا |
سبل تفرقنا طرائق في الهوى |
قِدداً وننأى في الخلاف بعيدا |
أحبابنا ويكاد يأكل صبرنا |
لهب القنوط وأن يُلين صمودا |
وإذا تنادى مشفق في قومه |
ثبْتَ الجنان يناصر التوحيدا |
قمنا وحزب المرجفين وباسط |
حولاً نفند رأيه تفنيدا |
أحبابنا والهدي دفاق السنا |
نبع كأعذب ما يكون ورودا |
نور أضاء الأرض حتى شرّفت |
بهداه عمياً سادة ومسودا |
وسرى مسير المشرقين رسالة |
فتحت قلوباً للهدى وحدودا |
ومشى بنور الله يهدي أمة |
من بصّر الألباب حاز الجودا |
فإذا له في كل حكم رحمة |
يأتي من الأمر الجليل حميدا |
ما كان لعّاناً ولا متفحشاً |
براً رحيماً هادياً محمودا |
عدلاً إماماً مقسطاً متبتلاً |
وغداً يقوم مقامه الموعودا |
ما كان هدي محمد ومحمد |
إلا سبيلاً في الحياة رشيدا |
أعلى له القرآن ذكراً خالداً |
يتلى على مرّ الزمان مجيدا |
الحبّ في أعماقنا لحبيبنا |
قبس أضاء بصائراً ووجودا |
ودليلنا القرآن يحيي أمة |
شبعت خلافاً دامياً وبليدا |
بسطت يديها للسلام عزيزة |
لا تقبل التغريب والتهويدا |
يا شاعريَّ وكل عام أنتما |
تتفيآن العمر أنضر عودا |
وتنادمان الليل أرباب الحجا |
شعراً صبابته تميل الغيدا |
كنتم ولا زلتم حديثاً عاطراً |
طابت أماسيكم وطبتمُ عيدا |