نادٍ في غيبوبة
|
لمحت إشارة صغيرة توضح مكان النادي الأدبي بمنطقة الباحة فانعطفت معها واقتحمت جبلاً حتى وصلت عن طريق متعرج إلى منزل فخم كتبت عليه لوحة النادي فاستبشرت خيراً ومضيت نحو الباب ففوجئت بأنه مغلق ومرة إثر مرة وهو على ذلك الحال، مما جعلني أعتقد أن له باباً سرياً لأهميته بحيث لا يعرفه إلا المثقفون حتى لا يكتظ بالزائرين، لكني بدأت السؤال عن سر هذه الأبواب المغلقة فلم أجد من يفيدني بشيء وكانت إجابة واقع الحال أن النادي قد اعتراه شلل تام وأنه يقضي أيامه في غيبوبه كاملة معتمداً على التغذية الصناعية التي تحافظ على نبض القلب بعد موت الدماغ، أما عن الأعضاء فهم مع الأسف لا يتقنون شيئاً من صناعة الأدب ولا حرفته وربما اكتفوا باجتماعاتهم الأسبوعية والشهرية للتسلية وتزجية أوقات الفراغ، وكم نتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه تغييراً جذرياً لهذا النادي بحيث يصبح منارة للمثقفين في المنطقة ويساهم بالتوعية والفكر في بناء هذا الكيان العظيم في عصر نحن أحوج ما نكون فيه إلى أدباء لهم فكر مستنير وطرح واع. أما إذا ظل نادينا في أيدي هؤلاء فعلى الأدب السلام.
* عبدالحكيم علي قرامي أستاذ الأدب بالمعهد العلمي بالباحة
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|