الغربال
|
* أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش
قال جِقالُ بن زيد بن ربيعة النِّهمي الهمداني:
فسقى الإلهُ الدَّارَ إذ بالدَّار تجتمع الأَخِلَّهْ
قد كُنت تُعذَرُ في الصِّبا أيامَ أنتَ عليكَ بلَّهْ أودى بها رَيبُ الزَّمانِ وكلُّ ذلكُمُ تَعلَّهْ
ما من أخ لكَ لا تَعدُّ ولو حرصت عليه زَلهْ
والدَّهرُ يعثرُ بالفتى ويريشهُ من بعدِ قلَّهْ
والمرءُ يأمَلُ أن يعيشَ وطولُ هذا العيش قلَّهْ
ويخُونُهُ وَيَمَلُّه أهل البِطانةِ والدُّخُلَّهْ
والموتُ أهونُ حادِثِ مما يمرُّ على الجِبلَّهْ (1)
قلت: ذلك هاجس شاعر، وتلك رؤى حكيم، دعا بالسقيا لدياره، ومسقط رأسه ففيه تجتمع أحبته، وفي محيطه تسعد نفسه، ولا ضير فقد تقدم العمر ووجب التنبه، والزمان ذو سعة، وهو مجبول على البخس والألم، فالمآخذ جمّه، والقصور واقع، والتحول وارد، قد يند عن: الصفاء، والإسعاد.
عناصر جمة تناولها هذا القائل فهو طرب لشبابه يدرك فواته، ويتأسى عليه، وهو ذو حكمة يعلم البخس، وما قد يقع من الصحاب، وذوي المماثلة، وهو أيضا يعرف زمانه، وما يتوقع منه، فالتوفيق والفلاح بيد الله، والأقدار مقننة، مكتوبة، والتحول وارد كما قيل:
(فا) لدهر يعثر بالفتى ويريشه من بعد قِلَّه
ثم يمضي هذا الشاعر ليقول:
ويخونه ويمله أهل البطانة والدُّخُله
وهو صادق فالمشارب متفاوتة، والناس يختلفون، وكلّ إناء بما فيه ينضح.
* الحواشي: الحسين بن علي الوزير المغربي(370418هـ)، الإيناس 260، 261. جامعة الملك خالد أبها .
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|