في مجموعتها الشعرية (لنتخيل المشهد) مَنْ يكمل حلم سوزان عليوان؟
|
* الثقافية سلوى أبو مدين:
بهذا الإحساس العالي قدمت الشاعرة سوزان عليوان مجموعتها الشعرية الجديدة (لنتخيل المشهد) فهي تكتب حين تضيء الروح كما عبرت عن ذلك في كتابة قصائدها.. وأتوقف مع بعض الأجواء التي ساقتها في مجموعتها
ليست الجسور أقواساً
غريبان في العالم
غريبان عنه، أصلاً.
ما من مدينة
قادرة على احتوائهما
في حضنها
كل أرض خراب،
كل ركن خرافة،
وليست الجسور أقواس قزح
كي يعبرا
لاجئين بلا أوراق أو حقائب
من العتمة
إلى الحلم.
جاءت لغة الشاعرة تعبر عن عمق وفهم لمفردات هذا العالم الذي عبر عن ظاهرة بارزة. مأساة الألم التي تعتلي روح الإنسانية.
البشر يطلون على الحلم عبرهما:
لنافذة در فتان.. عاشق ومعشوق
يتعانقان.. ليتعانقا من جديد
كأنما طفلين يلعبان على شرفة ورد
والنسائم أراجيح.
عبرت عن مشهد وجداني عال في الدقة والوصف وبررت سوزان في مستوى واع جديد، لحكاية جديدة، لذلك جاء حلمها كبيراً عبر هذا العالم الفسيح.
وعندما تكتب فإنها تخضع لافتراضات مفتوحة بعيدة المدى، بل تتركها تتهادى مثل الأحلام الوردية وكأنها تعزف لحناً عذباً، فتنساب قصائد الشاعرة عبر فكرة فلسفة، تنظمها تحت فيض عال من الحس والشاعرية المتوهجة لتتأمل عمق القدرة لديها:
بينهما شمس وقمر ونجوم
تسبيح يمام أغنيات عصافير أزهار بألوان الفرح
بشر يطلون على الحلم
عبرهما
ضحكات المطر على الحواف
تعيدهما شجرة غابة
وتزهو قصائدها مختالة وتمضي
(الفراشة لا تطير بجناح واحد)
يراها من ركن بعيد عند منعطف الشارع تسقي بماء عينيها شتلتها الصغيرة تفتت حنانها للحمام خبزاً وتبتسم
ربطت الفكرة بالعلاقة التي ساقتها في فراشة لا تطير.
ماذا أرادت سوزان في آخر المطاف؟ سوى حلم تأمل أن يتحقق.. تقول:
(كنت الطفلة التي تنظر للوطن البعيد، وعلى كتفي عصفور ملون) فليست أحلامها مستحيلة.. ومازالت عاشقة الفراشات الملونة والنجوم لديها القدرة لتصنع من المستحيل أسماكاً وزوارق ورقية لأطفال قادمين.
قلبي مثقوب
وردتي مجروحة
أتوقف هنا
من يكمل الحلم؟
من يكمل حلم سوزان عليوان ويغلف عالمها الذي أحاطته ببالونات وفراشات ونجوم، وهي تسير تحت إيقاع عصاها السحرية التي تعزف بها ألحان قصائد ملونة تشع منها نجمة براقة، في فضاءات حالكة، لتلمع في سماء شعرها (حلم تحت سقف النجوم).
مرفأ: احلم فالحلم أسمى من الطموح، (الحلم يلقي الضوء على هدف بعيد بينما الطموح يبرز بريق الوسيلة).
سوزان عليوان
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|