واقع الفن التشكيلي المحلي (20) بعد مشوار يفوق ربع قرن ماذا قدمت اللجان التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون للساحة؟
|
أجزم بأن العناوين ستكون مثار تساؤلات من قبل المسئولين بجمعية الثقافة والفنون وفي مقدمتهم رؤساء اللجان ويأتي هذا الجزم أو الثقة في ردود الفعل نتيجة مواقف سابقة يرى فيها البعض أن أي حديث حول الجمعية أو تلك اللجان ما يعني الإساءة لها أو محاربتها ملتمسين لهم العذر فما يشعرون به عودا لحرصهم على أن تظهر الجمعية بمختلف لجانها بالشكل المأمول وهذا لا يدفعهم للهروب أو الغضب من قبول الرأي الآخر خصوصا أننا نعيش في مرحلة مؤطرة بالشفافية والروح المرنة تحت مظلة الانفتاح على أهمية الحوار لما فيه خدمة الوطن بعيد عن أي نرجسية او بحث عن الذات وان ما نتحدث به او نناقشه لا يتعدى حدود البحث عن الأفضل للوصول بالجمعية وبالجانب الذي يعنينا وهو الفن التشكيلي إلى ما يحقق الأهداف فنحن هنا عبر الثقافية من خلال هذا الموضوع او من خلال مواضيع سابقة تبنتها (الجزيرة التشكيلية) نستقي المعلومة او أي رأي او وجهات النظر من مختلف الاطراف التي يمثلها الفنانون التشكيليون وننقلها بأمانة لنترك الفرصة للكل للمشاركة مع قبولنا لاي تصحيح واستعدادنا للاعتذار عن أي تجاوز او خطأ في حال وجود ما يثبت عكسه مؤكدين اننا مع الجمعية ومع لجان الفنون التشكيلية ومع كل خطوة يتم القيام بها لصالح التشكيليين ولنا الكثير من المواقف والتواجد الداعمة انطلاقا من التوجيهات المستمرة من قبل قيادة تحرير الجزيرة وعلى رأسها الاستاذ خالد المالك صاحب الفضل الاول في ايجاد مساحة للفن التشكيلي في جريدة الجزيرة مشيرين ومؤمنين بأن من يعمل معرض للخطأ والفرق كبير بين من يعمل ويشوب عمله التقصير ويقبل النقد فيه وبين من لا يعمل ويدعي النجاح.
الجمعية ودورها الداعم
واذا اعتبرنا أن الجمعية من خلال لجانها جزء من واقع الفن التشكيلي المحلي وعلينا في هذه الحال تسليط الضوء على جزء مما وثق عند الكثير من الفنانين الراصدين لمسيرة هذا الفن دون انكار او تجاهل ما قامت به جمعية الثقافة والفنون منذ تأسيسها او ان نغض الطرف عن جهودها في دعم الثقافة السعودية بشكل عام على مختلف المجالات مع ما تتحمله من ثقل المسؤولية التي تمثلها تنوع الانشطه وحاجة كل منها لجهد مستقل ومضاعف الا اننا ايضا لا نعذر من تحمل المسؤولية وتسلم مهام القيام بها عن أي قصور. وحديثنا يخص الفنون التشكيلية مع معرفتنا بما تعيشه بقية اللجان من هموم ، فالفن التشكيلي جزء من الجمعية وله لجنته الخاصة وميزانيته المستقلة كما لبقية اللجان ميزانياتها ولهذا فالامر لا زال طبيعيا ومقنعا ومريحا للخاطر لنبحث بعدها عن الجوانب الاخرى التي انتظرها التشكيليون كثيرا من تلك اللجان وفي مقدمتها اللجان الرئيسية في المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام مع ما يأتي في سياق تسلسل اعداد الفنانين لكل فرع.
لقد مر على الجمعية اكثر من ربع قرن واتذكر هنا كشاهد على تلك المراحل في وقت كان يرأس الجمعية الشاعر والمبدع صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبد المحسن وكان التشكيلي والمبدع الفنان الراحل محمد السليم رئيسا لاول لجنة للفنون التشكيلية سبقه في الاشراف عليها الفنان عبد العزيز الحماد واتى اول معارضي الشخصية فيها بعد تأسيسها بعام في المركز الرئيسي بالمربع قبل افتتاح أي من فروعها سبقني في ذلك الفنان عبد الجبار اليحيا بمعرضه فيها بشهر واحد فقط وكان ذلك في عام 1394هـ وتم أدراجنا في عضوية أولى لجانها رغم أن مثل هذا التشريف او هذه الخطوات وهذا الموقف من الجمعية قد تم تهميشه في الاصدار التوثيقي دون ادنى سبب وقد يكون في عدم مصداقية من كان يقوم على اللجان اللاحقة تجاه من ساهم في دعم بدايات تأسيس الجمعية او لعدم وجود نظام يحفظ حقوق الفنان سببا في مثل هذا التجاهل.
هذا التواجد في الجمعية يجعلني اكثر قربا ومعرفة بكل جديد لحق بلجان الفنون التشكيلية على مدى عمرها الفائت وبما قدم ممن قبل مهمة رئاستها من الفنانين والمعرفة هنا تتحدد في الظاهر او بما ينقله لنا اولئك الفنانون من اعذار تصب في الجانب الاداري وفي ضيق المساحة المتاحة لتنفيذ برامجهم وما يشوبها من بيروقراطية وغيرها كثير منها المقنع ومنها عكس ذلك ولكم أن تسألوا اولئك الذين تعاقبوا على رئاستها من الاحياء، وعن ما تسبب في ابتعادهم عنها او تركهم لها.
أسماء لها دور ريادي
ورغم كل هذا وذاك علينا أن نستعيد الذاكرة ونستعرض الاسماء التي مرت برئاسة لجان الفنون التشكيلية بالجمعية تقديرا لجهودهم ومبادراتهم وللوقوف عند ريادات فاعلة في هذه المهنة فهؤلاء قد رسموا ووضعوا الخطوط العريضة لبرامج ومشاريع تخدم الفنانين منها اقامة المعارض الجماعية والاشراف على المعارض الفردية واستقطاب التشكيليين كل في محيطه وايجاد حلقات وصل بين الفنانين وبين جهات حكومية اخرى نتج عنها مشاريع تجميل تشرف فيها الفنانون بالمشاركة وبشرف وجود اعمالهم فيها منها الحرس الوطني ووزارة الداخلية والدفاع ومطارات المملكة وغيرها وكان لبعض اولئك خصوصا من تواجدوا في مرحلة البداية ووسط العمرالزمني للجمعية وزمن الفنون التشكيلية من العلاقات الافقية المرنة الصادقة ما مكنهم من احتواء نخبة من التشكيليين سنتعرف عليهم في سياق استعراضنا لاسمائهم خصوصا من عمل منهم في اللجان الثلاث الاكثر تفعيلا للنشاط التشكيلي بالجمعية والتي اثرت الساحة بالفنانين وبالاعمال سعيا منا لحفظ حقوقهم وتقديرا لدورهم وريادتهم وتحملهم تلك المهام ولكل ما احيط بهم من مواقف ومحبطات ادارية جعلت الكثير منهم ينسحب ويعتذر عن الاستمرار حفظا لماء الوجه امام زملائهم التشكيليين مع اعتذارنا عن سقوط اسم من الاسماء لعدم وجود ما يوثق التبدلات التي طرأت على اللجان..
لجنة الرياض
تعاقب على لجنة الفنون التشكيلية بالرياض اسماء رائدة بدءا بالفنان الراحل محمد السليم ثم الفنان الراحل خالد العبدان يليه الفنان محمد الصقعبي ، سمير الدهام ، عثمان الخزيم ، سعد العبيد. الفنان فهد الربيق.
لجنة الدمام
اول رئيس للجنة الدمام كان الفنان محمد الصقعبي ثم الفنان علي الدوسري ، الفنان عبد الرحمن السليمان ، الفنان علي الصفار فالفنان علي الدوسري مرة اخرى ولفترة قصيرة لجنة جدة توالى على رئاستها نخبة ايضا متميزة دون تسلسل منهم الفنان الفنان حمزة باجودة والفنان نايل ملا والفنان طه صبان والفنان علي الغامدي يرحمه الله والفنان عبد العزيز عاشور والفنان سليمان باجبع والفنان عبد الله حماس في دورتين.
ماذا قدمت تلك اللجان؟
يأتي هذا السؤال لنبحث فيه بين ركام التركة الكبيرة للأخطاء والأعذار والظروف والمواقف على مدى اكثر من ربع قرن كما اشرنا بل تصل الى الثلاثين عاما لنتساءل عن حجم ما قدمته تلك اللجان مقابل ما تحقق للفن التشكيلي من دعم مادي ومعنوي تمثله اقامة المعارض الجماعية والمعارض الفردية والحضور الدولي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع ما تضطلع به من مهام اخرى في مجال الرياضة والانشطة الاجتماعية والثقافية ومع ذلك حققت لهذا الفن تواجد عربي وعالمي وفي مختلف المناسبات الثقافية مع أن هناك رصدا خرجت به الجمعية بلغت فيه الأنشطة التشكيلية في الجمعية منذ تأسيسها وحتى عام 1418هـ 366 فعالية بين معرض جماعي ومعارض شخصية وعند تقسيم هذا الرقم مع امكانية تنفيذ البعض منها في فترات محددة وبين غياب البعض الآخر في فترات اخرى ما يطرح علامات استفهام كبيرة فالإعلان عن البرامج شيء وتنفيذها شيء آخر عند المعنيين بهذه المعارض ويعرفه الكثير وتوثقه اعين وآذان من يهمهم امر ابداعهم.
اللجان والمهام
ولنعد الى اللجان ولكل من مر بها لنتساءل عن الاثر الذي ابقته الجمعية للفن التشكيلي وما حجم ما ساهمت به تلك اللجان في مسيرة هذا الفن مقابل ما تقوم به قطاعات اخرى حاولت بعض تلك اللجان احتواء بعضها وما مدى قناعة رؤساء تلك اللجان بما تم تنفيذه من مهامها منها إقامة المعارض الجماعية والفردية وهل كانت تغطي الحاجة وتسهل سبل الفنانين للعطاء. واين اولئك من رصد الفنانين وتصنيفهم وبناء قاعدة بيانات شاملة يستفاد منها عند البحث عن معلومة او عنوان وتوثيق بالصورة وماذا عن الأرشيف الصحفي وما يتم من نقد او تغطيات او تحليل ومتابعة وهل حققت تلك اللجان علاقات مباشرة عبر ملتقيات أسبوعية او شهرية تبرز دور الجمعية الحقيقي واين هي من اعداد صالات العرض التي كنا نسمع عنها ولم نعد نرى فيها خبزا ولا طحينا. ثم لماذا اختلف ايقاع العطاء والانتاجية بين المراحل الاولى وبين الاخيرة لرؤساء اللجان ولماذا حقق البعض منهم لملمة شمل الفنانين وتقريبهم للجمعية بينما عجز البعض الآخرعن ذلك واين تلك اللجان من أي انجاز جديد يفتح افقا جديدا للفن والفنانين.
هذه التساؤلات تنتظر الدفاع والمكاشفة ممن كان لهم مساهمة برئاسة اللجان وفي مختلف الفروع بما فيها الاهم والاكثر مطالبة بالتفعيل وهي المراكز الرئيسية كما اشرنا في البداية مع أننا سنجد الاجابة عند من كانت لهم تجربة فيها خصوصا من ادى دوره بأمانة مستثنين من مر مرور الكرام عودا الى توقع الاسباب في تدني اداء بعض من تسنموا رئاسة أي من لجان الجمعية ولكل منهم دوافعه ورغباته التي جعلته يقبل المسؤولية بكل ظروفها على النحو التالي.
الفئة الاولى: قبلت المهمة نتيجة لوجود شعور بالقدرة على خدمة الفنانين فقدموا ما وجد الرضا والقناعة من عامة الفنانين.
الفئة الثانية: قبلتها لشيء في نفس يعقوب ففشلت في تأدية الدور.
الفئة الثالثة: لم تكن تعلم ما ينتظرها من مهام ومسؤوليات فوجد اصحابها انفسهم غرباء وانطبق عليهم القول (فاقد الشيء لا يعطيه). لهذا ابتليت الجمعية دون علمها بالفئتين الثانية والثالثة .
شروط رئاسة اللجنة التشكيلية
اعرف تماما أن حديثنا عن اللجان يأتي في الوقت (الضايع) كما يقول اهل الكرة فالمرحلة القادمة وبعد تفعيل دور وزارة الثقافة والاعلام ستكون الامور اكثر دقة في تصويب الاخطاء وايجاد سبل اكثر نجاحا لمستقبل الفن التشكيلي بعد أن اعد اعدادا قويا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب الابرز في دعم هذا الفن وفنانيه أثمرت أسماء اصبح لها صدى عربي ودولي ويمكن أن نكون متفائلين بالقادم من الجمعية خصوصا أننا لا زلنا في بداية العام استهل بأولى قطرات الغيث متمثلا في معرض الربيع الجماعي الذي اقيم في شهر مع أن ليس له علاقة بأي لجنة من اللجان التشكيلية وانما تم من قبل المشرف على المعارض بالجمعية الفنان سمير الدهام مع الإشارة إلى أن طرحنا هذا يأتي بعد تشكيل لجان جديدة وإدراج أسماء معروفة على الساحة ففي جدة عهد بها للفنان عبد الله نواوي أحد الرموز المعروفة تشكيليا وتربويا أثرى مدينة جدة بالإبداعات في المجالين واثبت دور التربية الفنية قبل تقاعده بأنها مصنع للمبدعين من معلمين وطلبة إضافة الى تواجده المحلي والدولي وما يتمتع به من علاقات متميزة مع التشكيليين اما في المنطقة الشرقية رشح لها الفنان عبد العظيم الظامن أحد الفاعلين في الساحة هناك والمساهمين بتنظيم المعارض واقامة المسابقات مع ما أصدره من كتيبات تشكيلية أبرزها كتاب عن الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية أما في الرياض فقد تسلمها الفنان ناصر الموسى المشرف الفني والرسام في مجلة التوباد بالجمعية له مشاركات ضمن معارض الجمعية والرئاسة والفائز بجائزة مسابقة الإبداع.
هؤلاء الفنانون أتوا في وقت كبرت فيه مساحة الإبداع وتنوعت مشاربه وتكالب على استقطابه الكثير من القطاعات الرسمية والخاصة مما يعني الحاجة إلى آلية مدعومة بكل السبل المادية والمعنوية لاجتذاب التشكيليين للجمعية مع أن هناك تجارب سابقة انتهت بالفشل ، فما ينتظر من هؤلاء الجدد هو نوعية الأنشطة التي سيتم القيام بها من قبلهم خصوصا انهم يأتون في وقت يراه الكثير وقتا مستقطعا ورمادي اللون بين ماض ذهب بظروفه ونواقصه في عمر تلك اللجان وبين زمن قادم اكثر تفاؤلا بعد أن توضع حقيقية الفعل والإنجاز الثقافي من قبل وزارة الثقافة والإعلام. مع ان هناك الكثير من المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها من تحملوا مسؤولية القيادة في هذه المرحلة في مقدمتها حجم العلاقات بينهم وبين بقية الفنانين ليتمكنوا من إقناعهم بالمساهمة والتعاون فالفنانون خصوصا ان الأكثر تأثيرا في الساحة ليسوا في حاجة للتشجيع أو إتاحة الفرص بقدر حاجتهم لوضعهم في مواقعهم الصحيحة وتقدير خبراتهم وتصنيفهم إضافة إلى التخلي عن الذات التي جبل بها البعض واصبحوا يرون في مثل هذا المنصب ما يجعل فرصهم اكبر للتواجد والبروز على حساب الغير والشواهد في هذا كثيرة لا مجال لذكرها توثقها المعارض والمسابقات والاصدارات.
محمد المنيف
monif@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|