قصيدة المختبئون محمد العطوي
|
الموت يهادن هؤلاء المختبئين
المعتمرين رداء الجبن مساء
في أقبية من طين!
هؤلاء المندحرين
المنحدرين من الظلمة
والأدغال
هؤلاء المنتصرين المنهزمين
هؤلاء (الأبذال)
الموت يهادنهم حتى في جحر
النملة والفأر
يستبقيهم للسخرية العظمى منهم
في فلسفة الثأر!
يستحييهم يا للذلة بعد العزة
في الأوحال!
يا للوحل الموشك برموز
القومية والإيغال
وقشور العزة والأمجاد
سحقاً للجُمَل الموبوءة بالكذب
الممهورة زيفاً ومراء
تباً للأيدي الغارقة بدجلة دهراً
تغسل أدران جنايتها الحمقاء
ها قد ملأ الأفق تتاراً وانكفأت
بغداد
تراجع في حلكة خيبتها آلاف
الأسماء
ماتوا فبكتهم بدموع
الواثقة بنصر الله الخنساء!
لم يختبأوا كالحشرات الليلية
أمواتاً بين الأحياء
لم ينتظروا هولاكو العصر
ليحلق أذقاناً
كانت (لرجال عظماء)
يا سيد آهات الدنيا
خذ قسطاً من جسد المقتولة
بغداد
منذ بطولات الأهواز وعاصفة
الصحراء
اضرب ببقاياها النهر
وكلب النهر
وخرافاً (تزأر) في وجه
الأعداء
علق أسئلة الشك على القبر
العربي
من الصحراء إلى الصحراء
خذ في دمها أطفالاً ورجالاً
موءودين
كحالتها ونساء
خذ هذا النفط الملعون
وهذا النخل الواقف مشدوهاً في
عزم وإباء
الساخر من هذي الريح
المفتونة بالشرق
المسكونة بالشر
الواعد بالخير الأبدي
الحاني كالآباء
يا سيد آهات الدنيا
خض شط العرب وصح فينا:
هل من أوغاد في البصرة؟
هل من شرفاء؟
هل ثمة نار بين خيوط الحلم
الوردي المشبوه؟
هل ثمة ماء؟
هل آساد تلك الرابضة على السدات؟
أم أشباح رجال وهبوا خطأً
أسماء الخلفاء؟
صح فينا يا سيد آهات الدنيا
وتوغل في الشطر الشرقي
من الجرح المفتوح بآلتك
الخرساء
وزِّع طلقات الرحمة بين
صدور القوم (الجبارين)
سواء بسواء
الساعة أسئلة عجلى
والصبح قريب كالخوف
المالئ ليل الجبناء
المنهزمين المندحرين
المنحدرين من الظلمة والأدغال
هؤلاء الأبذال
المختبئين وقد صعقوا
كالسمك الميت فوق الماء
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|