قصة قصيرة اسمان حسن عامر الألمعي
|
يُقلب صمته، يفتش عن ذاكرته، يقيس المسافة بين شفتيه... لالالالالا... شيء.
يهرب من ضوء المكان... يتعارك مع حزنه يحاول أن يجد له اسما ينطق بحقيقته، فالحزن في مخيلته البشرية مفهوم يرتبط بالبكاء والانكماش النفسي والذهني وربما وصل إلى كره الذات والمجتمع.
يعيد تقليب حزنه هذا يخضعه لألعاب خداع كان يوهم أقرانه في القرية بأنها سحرية، يقفز على أسماء قد تتجاوز المائة تسكن هاتفه الجوال، يزعجه الترتيب الأبجدي الذي حكم على اسمين بموقع متوسط فهما يشتركان في الحرف الأول، يعد حروفهما: يا الله حتى عدد الحروف هو نفسه.
.................... هل من الحزن ما يبعث على الفرح..؟؟؟؟
سؤال يظنه فلسفياً يتغلغل في ذاته عندما يطبق على صدره هذا... الصامت.
لا أحد حوله، شفتاه لا تقويان على التخلص من أي حرف يكمل كلمة ترد عنه فضول المحيطين.....!!
في تدرج غير محسوب تشتعل مقدمة ابتسامة في وسط التقاء الشفتين، لا يستطيع استعادة خديه النافرين للأعلى، فالحريق قد عم واجهة الفم وابتلع التجاعيد المتكدسة في الوجه.
انطلقت أولى الرسائل الهاتفية تحت إمضاء الاسم الأول يمحوه اتصال بإمضاء الاسم الثاني.
تراكم (الحزن/ الفرح)... سيطر (البكاء/ الاشتعال)، استمطر الذاكرة لكنها رعدت ثم غسلت وجهها وانسحبت هرباً من الشمس. تخندق في تلافيف فراشه قبض الجفنين، بدأ صراعه مع تنمل الجسد، تحولت مقلتيه إلى نبعين يطفئان (الحرائق/ الابتسامة).
اندمج الاسمان في الجوال، ضغط عليه انساب صوتان: ...........؟؟؟ أنت.. أنت. كيف؟؟ أنت من ينتشي لحزنه. لماذا؟؟ لأنك أنت؟؟
مزق تلافيف لحافه.. وصاح: آآه.. ربي.. لو يعرف الناس ما أنا فيه (لاحتربوا علي بالسهام).
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|