ثمرة تنضج إبداعاً تذكار الخثلان
|
تربطني بخيرية السقاف مودة صافية واسميها خيرية مجردة من الألقاب فهي حريصة على أن تكون هي ويمنعها تواضعها الباهر من أن يقترن اسمها بحرف الدال الذي تراه عبئا يجب التخلص منه وأنا كذلك أتخلص من ذلك العبء لأكتب لها بحميمية تشكلت تلك المودة في إحدى الأمسيات الشعرية كنت ألقي قصائدي الشعرية وكنت أشعر بضوء شفيف يغمرني وبابتسامة حانية تطوقني وعندما تبينت مصدر ذلك الضوء وتلك الابتسامة وجدتها في وجه خيرية السقاف التي كانت ضمن حضور تلك الأمسية الشعرية. عندها شعرت بأنني تألقت وأنها حرضتني بأن أقدم أجمل ما لدي من شعر ولا أدري هل أستطيع أن أكتب الأجمل عنها في هذه الشهادة التي أكتبها بوجل وبخوف من الفشل في أن أمدح هذه الرائدة في إبداعها والعظيمة في حسها الإنساني.. والذي تجلى لي بصورة واضحة عندما رافقتها لحضور منتدى الاربعانيات بالمنطقة الشرقية والذي تشرف عليه الشاعرة والأديبة سارة الخثلان.
وكنت أظن أنني استأثرت بمودتها وحبها وكنت أظن حينها أنها تمنحي استثناءها في هذا الصفو النبيل. ووجدتها تمنح الجميع محبتها..وتوليهم رعايتها الحانية، إنها الإنسانة الواعية بهموم المجتمع عبر مقالاتها التي تبرز قدرتها على قراءة همومنا الاجتماعية ومعاناتنا النفسية تكتبها بقلم رشيق وبقلب دافئ يرغب في الخير للجميع، وهي أيضاً المبدعة في كتابة القصة القصيرة حيث تعتبر من الرواد في هذا المجال.
ان هذا الكفاح الصارم الذي بذلته خيرية السقاف يجعلنا نفخر بها وبعطائها فهي وضعت بصمتها الإنسانية والإبداعية عبر رحلتها الطويلة في الكتابة. ومثابرتها الجادة في أن تجعل من صورة المرأة السعودية صورة مشرقة في العطاء العملي والاجتماعي والابداعي.
وخيرية السقاف ذات تتميز بلغة الإيثار وهي اللغة الصعبة في هذا الزمن الصعب فالتاريخ يحفظ لها ان ساهمت في تبني الكثير من الكاتبات وتقديم الدعم المعنوي الذي تحتاجه المبتدئة في البدايات الوعرة.
وهي أيضاً الإنسانة التي تركت وراءها ذكرى عطرة في جامعة الملك سعود وهذه الذكرى بها أصالة العطاء ورهافة التواضع فقد قيل لي: إن الطالبات ومن فرط تواضعها كن لا يعرفن أنها العميدة التي تترأس الجامعة فهي (جامعة في جامعة) وهذا التواضع الحقيقي وهذه الأمومة الحانية التي تتميز بها خيرية السقاف جعلها تلعب دور الأم التي تتولى الجميع بحنانها وعطائها وإنكارها لذاتها في سبيل أن تزرع ابتسامة مشرقة على أحد ما.
ولا أنسى في هذه العجالة أن ابرز الجانب الديني الذي تحرص عليه خيرية السقاف في حياتها وفي محاولاتها المستمرة في تقديم النصح والإرشاد لكل من حولها. فهي شديدة التدين وهي في هذا الجانب المضىء تقدم لنا نموذجا جميلا للمرأة السعودية المثقفة .
وأختم شهادتي المتواضعة في هذه الإنسانة الرمز بأن اطلب من المولى العلي القدير أن يمد في عمرها وأن يمنحها عافية القلب والقلم لكي تستمر في تألقها الكتابي الذي نفخر به جميعاً.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|