الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th January,2004 العدد : 45

الأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

ما يحمله من حب لمن حوله كشفته شفافية ألوانه وحيوية خطوطه

كان يشع فناً راقياً
الفنان عثمان الخزيم بدأ تعبيره عن مشاعره بالاعتراف حيث قال: اعترف.. أنا الموقع أدناه أن الطفل نقاء الفنان الكبير الراحل خالد العبدان يشعر بالموت أكثر من مرة أمامي من مرارة الحياة والناس ولكن الله وهبه قدرة على نسيان ذلك الموت، كان إنساناً بسيطاً ليس هناك مسافة بين قلبه ولسانه وكان يشع فنا راقيا وعظيما وكان كالأطفال ينتظر ممن حوله أن يدعموه بكلمة طيبة لكن كيف نتخلص من هذه الظاهرة الطاغية في قلوبنا إلا من رحم الله نحن دائما عندما تعود الوديعة إلى مالك الملك جل وعلا ونضعها في القبر نبدأ في مدح الميت.. كان.. وكان..؟؟ كلام كثير وقصائد هذا الذي عاشرناه وعرفناه في حياته يحتاج الى بعض البعض مما قيل عنه في مماته بل إن بعض ممن اختارهم الأجل المحتوم قد يكون افتقادهم لدعمنا لهم في حياتهم احد أسباب مرضهم .خالد العبدان الأب والإنسان والفنان، رب الأسرة الموظف «عفوا للتشتت في ترتيب هذه الصفات» وخالد العبدان الصديق كان مباشرا، تلقائيا، فنانا صادقا مع نفسه، يحب بيوت الطين ويعشق الصحراء وجمع بينها في لوحاته المباشرة والواقعية، الحديثة والكلاسيكية. رحمك الله يا أبا عبدالله واعتذر كثيراً عني وعن زملائي باننا كنا مقصرين معك في حياتك وأتمنى ألا نكون مقصرين في الدعاء لك ولأموات المؤمنين، اللهم ارحمنا وارحمهم لك الحمد إذا أعطيت ولك الحمد إذا أخذت.
عثمان الخزيم
العبدان في لقطة جماعية مع عدد من التشكيليين
قدرة إبداعية أخرى.. تنطفئ
الفنان سمير الدهام له مع الراحل علاقة وصداقة كبيرة تحدث عنها بقوله: الزميل الفنان المعطاء خالد العبدان.. فقدناه كأحد المتميزين في ساحتنا التشكيلية.. وفقدناه ايضا قبل هذا وذاك كزميل وصديق وفي.. اختطفته يد المنون بعد أن تعرض قبل ايام لحادث مؤلم ليسلم الروح لبارئها بعد اسبوع قاسٍ مر عليه رحمه الله.. الزميل الراحل كان لي معه كثير من المواقف الخاصة التي ستبقى في دائرة الذكرى الجميلة التي احملها في قلبي ما حييت.. فلا انسى تلك الجهود التي كان يبذلها معي في سبيل تسهيل بعض المشكلات التي واجهتني في حياتي العملية وكان من بين الذين وقفوا وقفتهم الشجاعة الجميلة عندما تشتد الظروف.. وكان مجتهدا معي رحمه الله في محاولة سد بعض الفجوات التي انفتحت في زمن مضى. «خالد العبدان».. التقيت به قبل خمسة وعشرين عاما أو أكثر وهو يعمل في التلفزيون ثم في بدايات تأسيس جمعية الثقافة والفنون.. بعدها كان التواصل كزملاء مهنة مشتركاً جمعنا في كثير من المناسبات سواء الداخلية أو الخارجية.. وكان يرى في رأيي شيئا من الوسطية فيتواصل في نقاشاته حول العمل الفني «كيفا» فنتجاذب الحوار المثمر دائما.. آخر تلك الحوارات قبل حصول الحادث بيومين فقط في إحدى صالات العرض التشكيلية وكان بصحبته اثنان من ابنائه اكبرهم «عبد الله» وكان على طبيعته المعهودة يتجاذب الحوار ويناقش ويستفسر.. وافترقنا ولم نكن نعلم اننا لن نلتقي.. وحدث ما حدث وهذه سنة الحياة.. رحمك الله يا ابا عبد الله.. و{إنَّا لٌلَّهٌ $ّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
ورحل خالد
رحل الفنان التشكيلي خالد العبدان تاركاً ذكرى عطرة ومسيرة حسنة.. رحل بهدوء تاركاً خلفه ابتسامته الساجية التي تعكس صفاءً ينداح من عمق طيبه وأخلاقه، فقد عرفته أخاً قريباً إلى جسدي، وصديقاً ملتصقاً إلى روحي ذائباً في وجداني، وأستاذاً نهلت منه كل قواعد الفن التشكيلي الراقي الذي استوعب منه إلا القليل ففي ذاته الكثير الكثير من العمق الابداعي الذي سطره على الكثير من أعماله الفنية طوال مشواره الشامخ، فكل ما في ذاته الصافية انعكس على لوحاته التي بقيت تفوح بعبير ذكرى مؤثرة لتزيِّن الجدران والمحلات والمناسبات، فكم ذابت من ساعات للنواظر وهي تحدق بعمق لوحاته لتقرأ انسكاب افكار جوفه الابداعي.. رحل أخي وابن عمي بخطوات هادئة ولا تزال ابتسامة مرتسمة على وجهه ليودعنا تاركاً لنا تاريخاً فنياً جميلاً يتراقص أمامنا فننظر إليه ونتذوق المتع فيه بلا ملل.. أتذكر اشياء كثيرة ولا استطيع ان اسطرها، فرغم الحزن والأسى لفقده إلا أنني أحس به يعيش بجواري وبذكراه الحسنة لاحساسي بعمق ما تكنه له نفسي وقلبي من محبة ولوعة، فأدعو الله ان يجعله من الشهداء ويرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته.
بدر العبدان
* * *
رحمك الله يا خالد
الدكتور الفنان محمد الرصيص يقول معبرا عن مشاعره تجاه الفقيد خالد «حزنت جدا عند سماعي خبر وفاة الأخ الزميل خالد عبد الله العبدان ادخله الله فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كان خالد من الفنانين المرهفين في إحساسهم نحو الآخرين وحب الخير وحسن التعامل معهم. كما كان رحمه الله يتمتع بغيرة وطنية نحو مسيرة الفن التشكيلي في المملكة، مبديا ذلك في كل حديث دار بيننا هاتفيا أو وجهاً لوجه. هاتفته يوم السبت الحادي عشر من ذي القعدة أساله عن حال عمه الخطاط الكبير احمد بن محمد العبدان ثم قابلته مساء الثلاثاء الرابع عشر من الشهر ذاته في معرض جماعي في قاعة شذى وكان ذلك هو اللقاء الأخير في ذلك المساء كان برفقته أحد أبنائه الصغار، كعادته كان هادئا مبتسما مهذبا في حديثه مع الجميع، وحين قدمته لبعض الزملاء من مصر على انه من فناني الجيل الثاني في المملكة، لم يتهرب من مسألة العمر بل زاد عليه، مردفا بقوله: المهم أن نقدم شيئا يستحق لهذا الوطن. نعم يجب أن نقدم شيئا يستحق من الفن الراقي لهذا الوطن العزيز، ولكن ماذا يقدم الوطن لأبنائه المخلصين، إنها قضية مهمة لا بد من وضعها في عين الاعتبار والمناقشة والدرس، للخروج بنتائج حضارية ايجابية للصالح العام ولحفظ حقوق الفنان وتقدير مجهوداته فها هو العبدان قد توفاه الله وقد كان ينتج أعمالا فنية منذ عام 1392هـ، وبصفة مستمرة حتى يوم الحادث المروري الأليم الذي أودى بحياته، فهل هناك من يعلق الجرس لحفظ وتوثيق تلك الأعمال ويصدرها في كتاب وإذا تم ذلك فهو أدنى ما يمكن عمله، وهو اضعف الإيمان برسالة الفن السامية. رحماك يا رب لجميع موتانا.
بدر العبدان
هكذا نودع زميلا آخر في ساحتنا التشكيلية بعد رحيل الفنان الرائد محمد السليم قبل ست سنوات وما زلنا مقصرين في حقه وما زلنا عبر هذه الصفحة التشكيلية في ثقافية الجزيرة نكرر المطالبة بان يكون لهؤلاء الراحلين عنا بأجسادهم أن يكون لوجود أعمالهم ما يمد جسور التواصل معهم لتواصل الدعاء فهل يستجيب الفنانون لهذا المطلب وهل يكون لأعمال الفنانين الراحلين السليم والعبدان جزء من معارضنا المحلية والخارجية أم أن النسيان يصبح عذرا ومقبرة للوفاء.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved