قصة قصيرة السهرة صديق محمد الأمين
|
اتخذ ركنا بعيدا هناك في ذلك المطعم الراقي... الأضواء الخافتة تكاد تسيطر على المكان وصوت الموسيقى الهادئ يبعث الارتياح في نفوس المتلقين نظرات متبادلة .. تطول وتطول... فجأه ينطلق ذلك الحديث السرمدي الحالم خاطبها قائلا: اتذكرين ليلة زواجنا كم كانت جميلة بالفعل؟ نعم اتذكر.. ففي اليوم اشاهد البوم الصور أكثر من مرة صدقيني لا أعلم كيف مرت السنوات الخمس بهذه السرعة! هكذا هي الحياة دائماً تسير بدون أن ندري عنها.. هل تعلم ما أجمل شيء في حياتنا؟ نعم انه ابني الوحيد.. الجميل..الحبوب...و...و... وامسك به للحظات وأخذ يطبع القبلات على خديه حتى احمرَّ.. واتمنى ان أسألك ماذا تتمنينه ان يكون؟ أريده ان يجمع شلال الحنان الذي بداخلك .. وامواج المحبة التي تتلاطم على قلبك الكبير.. .واريده أن يأخذ كل الصفات التي منحك الله اياها.. وقاطعها فجأة: ما كل هذا يا أم هيثم.. ماذا اسميه هل هو غزل... أم عشق أم ماذا؟ بلى انه اكثر من ذلك.. وكم هناك من الجمل التي بداخلي ولكنها تتكسر على شفاهي اليابسة .. القاحلة.
ساعة المطعم تشير إلى الواحدة صباحا.. يمضي الوقت مسرعا دون استحياء الأبواب على وشك ان تغلق.. كل الحاضرين غادروا.. وهناك في البعيد محمد وزوجته لا يزالا. يتبادلان العشق ويتجاذبان اطراف الحديث الشيق.. النادل يتجه اليهما ... يقترب.. يسلم عليهما ويقول: لو سمحت ايها الفاضل فقد انتهى دوام المطعم. حاضر سنغادر في الحال شكراً على لطف جانبك الكريم لا شكر على واجب.. وانا آسف على التأخير.
ادار محرك السيارة وانطلق.. تأمل الشوارع الخاوية.. يتساءل أين الناس.. هل غلبهم النعاس.. ام انهم اصيبوا بالملل من كثرة الخروج.. رفع ناظريه إلى السماء تأمل تلك النجوم المضيئة .. نظر إلى مقعد السيارة الخلفي وجد ابنه الذي غلبه النعاس يشخر من طول السهرة.. وفي النهاية ذهبا إلى المنزل.. فتحا الباب ودخلا.. يصعدان الدرج.. إلى الطابق العلوي.. فتحا باب الغرفة وارتميا على الفراش.. عندها دقت ساعة الحائط معلنه الرابعة صباحاً..!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|