قصة قصيرة طلبٌ عاجل سعد بن محارب المحارب الرياض
|
كان هذا الأسبوع أكثر أسابيع العالم برودةً، وتحولتُ فيه إلى كتلة ثلجية لا تذوب.. ولا تنوي، تناثر الشعَر كأصحاب فرّقهم الضجر على صفحة خدي، وتنوعت الأحداث والمللُ واحدٌ.... هكذا كان أسبوعاً من بياض، أسبوعاً من فراغ لانهائي.
أكتب إليكِ محاولاً إزاحة هذا الركام الهائل من الثلج البغيض القاتم الأسود المتفحم الذي يغطي كل تضاريس فرحي، وملامح حزني.
فأنا إذا كتبت اسمك ارتدت أوراقي ثوب دفءٍ حاكته يدُ قرويةٍ مذهلة، وإذا ذكرتُ عينيكِ خرجتْ الآه من أعمق أعماقي بركاناً يحيل الثلج إلى ذكرى، ويشعلني حتى أكاد أرجو استعادة الملل لأرتاح من هذاالشوق الجارف الذي يجتاحني رافعاً راياته الحمر، فلا هو يرضى بمصالحة، ولا يقنع بسيل اتصاراته عليّ، ولست أرى يكفيه حجم الغنائم العظيمة من وقتي وسهري وألمي ودموعي... وانكساراتي. يا أنتِ.. هل أحتاج أن أكون مباشراً، كما لا تحبين، فأقول إني مشتاق.. مشتاق.. مشتاق جداً...
من هذا المساء الشفاف أرسل إليكِ أشواقي، ومن هذا الندى المتهاطل على أوراقي أبعث إليك تحية رقيقة تحاكي ابتسامتك الطاغية الرقة.
ما هي آخر الأخبار.... اكتبي لي، فأنا لا أطلب إلا ورقة عليها حبر سال من قلبك لا قلمك، ورقة واحدة.. عبارة واحدة.. كلمة واحدة.. حرف واحد..، أو حتى ورقة بيضاء.. يكفيني أنها منكِ.. وإذا لم تجدي أوراقاً فاكتبي لي على ورقة شجر، أو على وجه وردة، أو على جناح عصفور.. أوحتى على قطرة مطر لن تلبث أن تتمزق على الأرض، وإذا لم تجدي حبراً فاكتبي بنظرة عينيكِ أو بوهج ابتسامتكِ.. فالمهم أن تكتبي.. وأن أكتب..
قبل أن تطلقي عليّ ابتسامتك المذهلة، وقبل أن أُذهل، سأجيب على سؤالكِ الماكر.. نعم لن أقرأ ما تكتبين، لأنني تعلمت القراءة فقط لأجل قراءة عينيكِ.. يكفي أن أشعر بأنك كتبتِ.. كتبتِ من أجلي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|