الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th January,2004 العدد : 45

الأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

بمناسبة صدور العدد الخمسين:
كوكبة من كتاب الوطن العربي يحتفون ب«علامات في النقد»

* الثقافية علي سعد القحطاني:
احتفت كوكبة من كتاب الوطن العربي بمناسبة صدور العدد الخمسين من دورية «علامات في النقد» الصادرة عن نادي جدة الأدبي، حيث لم تكن الظروف آنذاك تساعد على التفكير في إصدار «علامات»، كانت المعركة حول الحداثة محتدمة وكانت اتجاهات النقد الحديث موضع تساؤل ومساءلة ومع ذلك كله قفزت فكرة إصدار «علامات» كملف دوري يتضمن أبحاث تسلك المنهج الحديث في الدراسات النقدية، وقد استهل مشروع علامات بمحاضرة ألقاها الأستاذ عزيز ضياء رحمه الله في ملتقى «قراءة جديدة لتراثنا النقدي» الذي أقيم في الفترة من 9 15/14/1409ه الموافق 19 24/11/1988م، ولعل ذلك الملتقى كان حافزاً لإصدار «علامات» وخلال هذه المحاضرة دعا المرحوم عزيز ضياء إلى إعادة قراءة التراث ب«طريقة جديدة» بدلاً من الاهتمام به على الطريقة التقليدية ك«التحقيق» فقط ومما يؤسف لد حقا كما قال ضياء إن الإنسان العربي لا يزال راكد الذهن والطموح وخلص في ورقته إلى أن التجديد يجب أن يبقى متلائما ما بين التراث والمناهج النقدية التي تلقاها الأكاديميون من الجامعات التي تخرجوا منها في أوروبا وأمريكا.
وظائف الخطاب
أشاد الدكتور صالح بن معيض الغامدي بوظائف الخطاب الافتتاحي للدورية «علامات» وقال: حققت «علامات» شهرة واسعة وحضوراً قوياً في العالم العربي بوصفها مجلة نقدية مرموقة، استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً أن تحفر لنفسها اسماً بارزاً في الفكر النقدي العربي المعاصر، ولا شك أن «علامات» لم تكن تحقق هذا كله لو لم يكن وراءها فريق تحرير متميز ودؤوب يحتضنه نادي جدة الأدبي.
واستقرأ الغامدي الوظائف التي أدتها افتتاحيات «علامات» في أجزائها التسعة والأربعين، وقام بتحديدها في أربعة وظائف:
وظيفة التنظير والتحديث.
وظيفة الإخبار والتواصل.
وظيفة الاستعراض والتعليق.
وظيفة التفاعل مع الخارج.
الدور التنويري
وختم الغامدي بقوله: لقد كنت دائماً أدرك أهمية هذه المجلة وأهمية الدور التنويري الذي تؤديه في المملكة خاصة وفي العالم العربي عامة.
العدد الذهبي
المشاريع الكبيرة يراها الدكتور عبدالملك مرتاض كالرجالات الكبار حذو النعل بالنعل، تبدأ المسيرة بمجرد خطوات صغيرة، غير انها لا تلبث أن تستحيل إلى خطوات العماليق، كذلك شأن مجلة علامات التي ابتدأت في أول عدد لها بسبعة نقاد، وخلصت في آخر عدد لها إلى مئات من الكتاب من اولي التوجهات النقدية والفكرية المختلفة بسبعة نقاد وخلصت في آخر عدد.
أجمل قراءة أدبية
وعدّ الدكتور عبدالملك مرتاض قراءة الدكتور عبدالله الغذامي التحليلية من أجمل القراءات الأدبية المعاصرة وأذكاها تلك التي نشرت في العدد الأول من دورية «علامات» وكان الغذامي قد أقام مقالته التحليلية على نصين اثنين شعريين: أحدهما بيت واحد وهو قوله:
كأننا والماء من حولنا
قوم جلوس حولهم ماء
ويمثل المشاكلة، وأحدهما الآخر أربعة أبيات تعزى للأحوص، ويمثل الاختلاف. والأربعة الأبيات هي:
سلام الله يا مطر عليها
وليس عليك يا مطر السلام
فإن يكن النكاحُ أحلّ أنثى
فإنّ نكاحها مطرٌ حرام
ولا غفر الإله لمنكحيها
ذنوبهمو وإنْ صلّوا وصاموا
فطلقها فلست لها بكفءٍ
وإلا عضَّ مفرقك الحسام
وعلق الدكتور عبدالملك مرتاض على تلك الأبيات وعدها من أجمل الشعر العربي وأشهره تداولاً.
التوازن
لاحظ الدكتور عبدالملك مرتاض في قراءته للعدد الخامس من «علامات» الذي أسهم في كتابة مادته ثمانية كتاب يتوزعون على أربعة أقطار عربية، لاحظ أن هذا العدد ضئيل المادة النقدية الحداثية إلا من عملين أو ثلاثة. ونفهم من ذلك أن المجلة تحاول أن تصنع شيئاً من التوازن بين التقليدي والجديد، وهي سيرة قد تكون مفيدة للقارئ بمقدار ما هي مفيدة للمعرفة معاً، فأكثر الناس حداثة أدبية وهم الفرنسيون يدرسون في السوربون كل المناهج، ويعالجون كل الثقافات؛ لأن الحداثة التي تريد أن تقطع صلتها بالتراث هي حداثة غير مقبولة، فكثيراً ما نجد أطرافاً من التراث حداثية، وأطرافاً من المعاصرة تقليدية، فالاحتكام إلى الزمن وحده في تحديد الماهية الثقافية لا يحل المعضلة بطريقة تلقائية.
نظرية التلقي
ويرى حميد لحمداني أن حركة النشر التي ساهمت بها مجلة «علامات في النقد» في هذا المجال الخاص بنظرية التلقي، عملت إلى حد كبير على تدعيم النقاش الدائر حولها في العالم العربي مع المنابر الثقافية الأخرى، دون أن ننسى بالطبع الدراسات والترجمات المنشورة في كتب أساسية نذكر منها هذه المؤلفات المترجمة إلى العربية في نطاق نصوص نظرية التلقي الأصلية:
روبرت سي هول: نظرية الاستقبال «مقدمة نظرية» ترجمة: د. عبدالجليل جواد.
روبرت هولا: نظرية التلقي، ترجمة: عز الدين إسماعيل.
امبيرتو إيكو: القارئ في الحكاية. ترجمة أنطوان أبو زيد.
وقفة تأمل
ووقف محمد العيد الخطراوي «وقفة تأمل» أمام دورية «علامات» وقال من حق «علامات» أو أي دورية أن تقف موقف تأمل مع الذات، لتقيس المسافة بين الواقع والطموح، وتنظر فيما أنجزته من خططها وبرامجها، وإذا كنا ممن يقيس نجاح الأعمال بنتائجها أو بقدر ما تتركه من آثار على الساحة التي تخصها وتنحاز لها، والمجالات التي تنتمي إليها، فإن «علامات» أيضا ستكون على ثقة من تفوقها وتصدرها المشهد الثقافي المرتقب.
الجسر الثقافي
ورأى صالح زياد أن «علامات» قطعت مسافة ذات أهمية في سبيل المؤسسة لوجودها وراح عبدالعالي بو طيب يتأمل في تاريخ إصدار نقدي عربي ناجح وقال: لا شك أن الحديث عن مشروع ثقافي كبير في حجم مجلة «علامات في النقد» حديث شيق لما يتيحه من فرص نادرة للاستمتاع باستحضار أبرز المحطات في تاريخ إصدار فصلي جاد، استطاع في فترة وجيز، فرض نفسه في الساحة الثقافية العربية.
مسار ثقافي
ورأى عبدالسلام فزاري في «علامات» صورة أدب أمة من الأمم لا يمكن أن تدرك جوانيتها إلا من خلال تراكم الكتب والمجلات والملاحق الثقافية الجادة التي تستطيع سبر أغوار فنون هذا الأدب وفنونه الفنية والمختلفة، وأكد فزاري على أن «علامات» قد سعت جادة إلى تحقيق هذا الهدف النبيل.
ورأى أن «علامات في النقد» استفادت بشكل من الأشكال من تجربة مجلات عربية أخرى وازنة مثل: عالم الفكر بالكويت، ومواقف، ومجلة الآداب البيروتية بلبنان، والفصول بمصر، والمعرفة، والموقف الأزلي بسوريا والأقلام بالعراق، كما استفادت من المنابر الثقافية الأخرى.
العقد الثاني
ويتحدث الدكتور عبدالله الفيفي عن ميلاد علامات ويقول: لقد ولدت «علامات» بعد تلك الضوضاء التي أثيرت إبان الثمانينيات حول «الحداثة» في المملكة العربية السعودية، وحول كتاب الغذامي «الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى التشريحية، قراءة نقدية لنموذج إنساني معاصر» تلك الفترة المحمومة، التي لم ينج فيها منها من الفريقين، حداثيين ومحافظين، من تطرف وتطرف مضاد.
النقاد الروائيون
وفي دراسة للدكتور حسين المناصرة حول ببليوغرافيا نقد الرواية في «علامات في النقد» حيث أكد على أنه يوجد أكثر من أربعين ناقداً لهم دراسة واحدة عن الرواية في «علامات» وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تنوع النقاد، بحيث تصبح الأسماء النقدية ممتدة أفقياً، مما يجعل من هذا الإصدار متنوعا على مستوى أسماء النقاد الذين شاركوا فيه من أنحاء الوطن العربي كله.
الحدث المهم
وأشار الدكتور سلطان بن سعد القحطاني إلى أن النقد الأدبي كان يعاني من عدم وجود مطبوعة متخصصة تنطق باسمه في العقود الماضية، بالرغم مما يزخر به السوق من مطبوعات، في كل الفنون، إذا استثنينا بعض المناسبات الثقافية التي تعقد من حين إلى آخر بشكل غير منتظم، في الجامعات والدوائر الثقافية العامة وكان صدور «علامات في النقد الأدبي» حدثاً مهماًً في الثقافة العربية والنقدية منها على وجه الخصوص، كما أنها مطبوعة عربية تخطت الاقليمية الضيقة وفتحت الباب للجيد من البحوث النقدية من كل أقطار البلاد العربية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved