دولة صدق تنهار هدى بنت فهد المعجل*
|
مدينة ظلم تسببت في انهيار دولة صدق في صميم فرد أعزل، إلا من بعض خصلات حب تفرقت في أنحاء صدره، وتمترست بضلوع رقيقة تنثر بذور الوفاء في وجه سكان صدره البائس، الموجوع، المثخن بالجراح.. فتلتقط نوارس الحب البذور حبة، حبة، وتلقمها نوارس أخرى نوت التحليق حيث دولة سيجت فولاذاً حول أسوارها المنيعة، دون مدن ظلم أخرى، في صميم فرد تسلح بالحذر حتى أحاطت به طيور الحذر.
كل طائر يطبق منقاره على طرف ريشة بيضاء كبياض العهن المنفوش تتكسر فوق الريشة أشعة شمس نارية فتبعث الدفء في كيان من تسلح بالحذر.. وما أن ينوي منح الدفء للقادمين القابعين خلف سور دولته حتى يميز المستحق للدفء.. والمخادع المخاتل!! فيرجع المخادع المخاتل من حيث أتى.. ويحرمه من تكسَّر أشعة الشمس بعد أن يستأثر بها المستحق للدفء وحده.
حمامة رمادية اللون ضمن سرب طيور النورس رُبطت رجلها اليمنى بطرف خيط، ولف طرفه الآخر حول ورقة مطوية طي سيجار كوبي، ظن من رأى الورقة انها طلاسم سحر ينوي مستخدمها إطلاقها كي لا يجد أحد العمل الذي اجترحه.
عمد الفرد المتسلح والمتمترس بالحذر إلى فك الخيط من رجل الحمامة خشية أن يضر بدولته محتوى الورقة!!
أماط الخيط المحاط بالورقة. فض الورقة. قرأها: أخي الفرد الأعزل إلا من بضع خصلات حب تفرقت في أنحاء صدرك لا تبتئس وأنت ترى دولة صدقك تنهار بفعل تصرف دنيء اقترفته مدينة ظلم معاقة.. فالأرض تحتضن مدناً أخرى نقية. اطرق الأبواب والشبابيك لتكشف لك النقاب عن وجه مدن برونزية الإشعاع، عطرة الأنفاس. أو فأت حيث دولة الفرد المتسلح بالحذر وانتق أي مدينة تختار، ثم اغرسها في دولة صدقك وترقب ثمارها اليانعة وطلعها النضيد.. فمدن النقاء تنتج مدنا أنقى.
اطمأن الفرد المتمرس بالحذر، وأعاد الورقة حيث كانت معقودة في رجل الحمامة ثم أطلقها.
حلقت.. حلقت عالياً.. ابتعدت.. غابت عن الأنظار.
اتخذ الفرد المتمترس بالحذر متكأ له وظل يترقب أوبة الحمامة رمادية اللون.
* ص.ب 10919 الدمام 31443
hfm4hfm5@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|