وميض الفن التشكيلي في وزارة الثقافة والإعلام عبد الرحمن السليمان
|
معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر في دورته التاسعة عشرة اقرب إلى النسخة من معارض المرحلة السابقة التي كان الفن التشكيلي فيها تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب. المرحلة السابقة كانت مرحلة مهمة في تاريخ الفن التشكيلي في المملكة، فيها تم تأكيد عدد من الجوانب الموضوعية التي أبرزت النشاط التشكيلي وفق آليات وتصورات تمثل فترة التشجيع والدعم على نحو من التعميم، الذي وان طال فقد حقق تنامياً واضحاً في مستوى النتاج الفني خاصة خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بتوجيه مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب إلى الساحة العربية متسلحين ببعض الأفكار والتصورات والنتائج التي سعت للمواكبة والتماشي مع المتغيرات التي تشهدها الساحة التشكيلية العربية على الأقل.
معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر في دورته الأخيرة شابه أو تماثل مع ما قبله من معارض وذلك في عدة جوانب نختلف على بعضها، لكنها بداية توحي بتواصل أو باستمرار قد لا يكون من المناسب تكراره مع المتغيرات التي تشهدها الساحة التشكيلية المحلية في ظل إشراف وزارة الثقافة والإعلام على الأنشطة التشكيلية في المملكة العربية السعودية.
الصديق صالح ابو حنية دعاني قبل أسابيع للمشاركة بورقة في منتداه الثقافي تلامس جانب المتغيرات والتصورات للمرحلة القادمة في ظل وزارة الثقافة والإعلام، وطرحت ورقتي المختصرة في جانب الفن التشكيلي بعض التصورات والمقترحات، قبل ذلك وفي العام الماضي كنت دعيت للمشاركة في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين لطرح ورقة في مجال الفن التشكيلي، الواقع ان تصوراتي كانت متقاربة وهي تصورات ومقترحات كنت اكتب عدداً منها قبل اكثر من عشرة أعوام في الصحف والمجلات المحلية وكنت معها اجد تذمراً كبيراً وخصاما من بعض الأطراف ذات العلاقة التشكيلية.
الفن التشكيلي في المملكة تجاوز الأربعين عاما قياساً بالأنشطة المبكرة والموثقة، ولاشك هو عمر يعني أهمية التغيير على كثير من المستويات والأشكال، ولعل المعرض المعاصر التاسع عشر أول ذلك وهو الذي اخذ مبدأ التشجيع السابق والمواصفات القديمة التي أسهمت في قرب أو ابتعاد بعض الفنانين عن تلك المعارض مع أهمية التسمية التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار إذا قلنا (معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر) فالمعرض نسخة مشابهة من معارض أخرى (العام للمقتنيات والعام للمناطق وحتى المعرض العام للمراسم) وان ازداد مبلغ الجوائز، فالجميع على هيئة مسابقة فيها الأول والثاني (الخ) فهل تحتاج جميع معارضنا الى مثل هذا التحفيز من الجوائز (المسابقة) الذي سيقتصر على عدد محدود من الفائزين مثلما يقتصر على فئة محدودة من المتقدمين للمشاركة؟؟
أرى أن مثل تلك الحالة من الأفضل ان تتغير إلى ما هو أكثر فاعلية وتجاوباً وأثراً، فحالة الاقتناء بمثل تلك المبالغ ستكون ذات اثر أكثر تجاوباً من معظم الفنانين التشكيليين السعوديين عندما لا يكون هناك أول وثان وثالث أو ما شابه ذلك. الاقتناء بمبالغ مقبولة سيكون أكثر إقبالا ورضا لان الأعمال غير المقتناة ستعاد لأصحابها في الحالتين والاقتناء في هذه الحالة نفترض انه سيكون أكثر تقاربا وليس كالفرق بين جائزة أولى (ثلاثون الف ريال) وجائزة اقتناء أو تحكيم أو غيرها من التسميات (خمسة آلاف ريال)، فالمطلوب مبلغ وسطي أو مبالغ للاقتناء متقاربة وليست متفاوتة لان ما سيتم اختياره هو الأنسب أو الأفضل وهو اختيار أو تحكيم النتيجة فيه نسبية وقد تختلف عليها أي لجنة التحكيم، لكن العمل الجيد لا يختلف عليه، أيضا عندما يكون المعرض بمثل تلك التسمية فإن الإقبال سيكون كبيرا لتقديم ما هو معاصر متماشيا مع تسمية المعرض، من هنا سيرتفع المستوى ومعه يرتفع سقف الاختيار (الاقتناء) بعيدا عن الحساسيات التي تتركها حيثيات المسابقات والترتيبات، وهو ما نود أن يراعى عند وضع أي تصورات للمعارض الكبرى كالمعاصر مستقبلاً.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|