|
دعوة للضحك
|
جزيرة الثقافة: ثقافية الجزيرة: سلام يعبق بعبير الوردة البيضاء الآخذة بالتفتح ويتفيأ روحانية الشهر الكريم.. وبعد:
على صفحة أنيقة رقمت بالثالثة بتاريخ الاثنين السابع من رمضان الموافق للعاشر من اكتوبر وتصدرت العدد 126 من المجلة الثقافية، انتثرت كلمة ذات أهمية عالية في المشهد الثقافي فهي تمثل إحدى أهم المطبوعات الثقافية في بلادنا الغالية.
كانت الكلمة التي تحت عنوان (الشماعات الثقافية والثوريين) تغرق في كتل من السوداوية وتدفع من ابتلي بالهم الثقافي دفعا صريحا الى البكاء حتى وان افضت الى زرع ابتسامة ذابلة يائسة في ختامها.. فما حال الابتسامة التي علينا ان نتذكرها - نتذكرها فقط - بعد ان نشبع بكاء!!
ليس خافيا ما استهلت به كلمة الثقافية من نبرة متفائلة وما دعت اليه في ختامها من الابتسام! وهو موقف نعرفه في الثقافية جيداً، ويتضح جليا في عرضها لخبر افتتاح ابن ادريس للمعرض التشكيلي باعتباره أولى الخطوات وهو خبر يشاطر الكلمة مساحة الأهمية كما يشاطرها مساحة النشر.
إلا أن ما دعت إليه الكلمة من تفاؤل جاء يتهادى على استحياء بعد ان كادت تختنق بما يشبه قولنا (ليس بالإمكان أفضل مما كان)!!
أعجب كثيرا من نبرة سلبية محبطة عبر منبر من منابر الثقافة المضيئة!! في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى كل صوت يشعل شمعة في سماء الثقافة المظلم لا يلعن ظلامه ويبرر سرمديته، ولا يفتح أبواب التخاذل والتهاون لمن يقدّم قدما ويؤخر الأخرى في طريق إحياء جسد الثقافة المحتضر.
نحن اليوم نقف أمام أبواب مشرعة لقلاع حصينة تتطلع الى قيادة الوعي الثقافي في المجتمع. فإما ان نقف أمامها حائرين ونرمقها بعين الشك والريبة حتى توصد أمامنا من جديد بعد ان تخرج لنا لسان السخرية والاستصغار وتبقينا في أسر الثقافة الاجتماعية السائدة، وإما ان نقتحمها بشجاعة ما تلبث أن تؤتي ثمارها بعد جولة أو أكثر - ولا بأس - من الصراع الحتمي مع (أدبيات الانغلاق والتقوقع والتأطير). ولنا بقدرة وكفاءة ووعي وإرادة معالي وزير الثقافة الأستاذ أياد مدني ووكيلي الوزارة الفاضلين باقادر والسبيل أمل يستوعب أوطانا من الضحك في ولوج تلك الأبواب وإدارة جولات الصراع المحتمل لجني الثمار المأمولة.
لست ممن يعلقون على (الشماعات الثقافية) رداء ثقافيا بالياً، ولا أكن لمن اجتهد في خدمة الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في مملكتنا الغالية إلا كل تقدير واحترام. وقد التمس لهم العذر في تعاطيهم للثقافة والأدب بتلك النمطية والسلبية لما نعلمه من ظروف ثقافية وتنظيمية كانوا يرزحون تحت وطأتها.
الآن وقد تغيرت الظروف وتحسنت الأجواء فإنني لا أدعو إلى التفاؤل وحسب بل اتطلع بشغف إلى عمل دؤوب في استثمار الفرص المتاحة لفك أسر الثقافة وإطلاق سراحها لتحلّق بأجنحة واثقة في فضاء حر من الأدب والفكر.. ولتكن بدايتنا في الدعوة إلى الضحك وليس سواه إضاءة في سبيل الخطوات الأولى.
محمد عبدالرحمن الحمد
حائل
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
