أحمد آل مبارك تحت المجهر
استأثر بالأوصاف والنعوت المبالغة
|
* الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
كان الأوْلى أن يُسمي الأستاذ عبد الله بن أحمد آل ملحم كتابه (ألقاب الشيخ أحمد المبارك بين الفرض والرفض) بدلاً من تسميته ب(شيخ أدباء الأحساء بين الفرض والرفض) وهو في هذا الكتاب يناقش ظاهرة الألقاب الأدبية التي خُصّ بها الأديب والسفير الشيخ أحمد المبارك، ويرى المؤلف أن تلك الشخصية قد استأثرت بالنصيب الأكبر من بين أدباء الأحساء بالأوصاف والنعوت المبالغ فيها.. ويحمِّل تلامذة الأستاذ المبارك ومحبوه وزر تلك الأوصاف التي خلعوها على شيخهم وهو - على حد رأيه - لم يقدم شيئاً حتى عام 1422ه ولم يكن للأستاذ المبارك أي مُؤلَّف يُذكر في الساحة الأدبية، وفي عام 1423ه خرج إلى النور مؤلَّفه الوحيد المسمى (رحلة الأمل والألم).
وقد سلَّط الأستاذ عبد الله آل ملحم في كتابه الضوء على الألقاب الأكثر مبالغة والأكثر شيوعاً والأكثر ضجيجاً ولغطاً، لا سيما تلك التي أسرف مطلقوها غاية السرف في خلعها على الأستاذ أحمد بن علي آل مبارك يوم لقبوه: (عميد الأدب العربي)، ثم (عميد الأدب الأحسائي)، ثم (شيخ أدباء الأحساء)، ثم (رائد الأدب الأحسائي الحديث)، وأخيراً (سفير الأدباء وأديب السفراء).. ومن تلك المبالغات التي وقف عندها المؤلف قول الشاعر صلاح بن هندي وهو أحد تلامذة الأستاذ المبارك حينما قال: (لا أعدو الحق إن قلت إن الشيخ أحمد آل مبارك أول بذرة حداثة كانت آنذاك في الأحساء لأنه غيَّر من نسق الحياة في الأسرة والبلدة والانفتاح على الآخر).
ومقولة الأستاذ خالد الجريان الذي تحدث عن شاعرية المبارك بصيغة القسم عندما قال في سياق كلامه: (قلت والله إنك لشاعر ولو تفرَّغت لشعرك لصرت أشعر من عرفت).. ويقف المؤلف في كتابه عند المبالغات المتكلّفة التي استهدفت تضخيم شخصية الأستاذ المبارك العلمية والأدبية والساحة الثقافية بحاجة إلى كتب مماثلة تكشف لنا الجانب الآخر من صورة هؤلاء الرواد التي تملأ صورهم جميع وسائل الإعلام.. وهذا الأمر لا يقتصر على الأستاذ أحمد بن علي المبارك فقط - وهذا ما أغفله المؤلف - بل يتعداه لغيره من الأدباء والشعراء والمفكرين وكل واحد منهم له قاموس متكامل في الألقاب السيادية المتورمة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
