ومض ونبض
عبد العزيز بن عبد الله الخويطر.!
إبراهيم عبد الرحمن التركي
|
(1)
**فينا من يضيقُ بالوقت..
فتتمدد الساعات بتثاؤبه ..
ويعيش عمرَه يوماً ..
ويجدُ محصِّلته نوماً ..
حكاياتُه سهرٌ وسفر ..
وتبرمٌ وضجر ..
يستمتعُ باللحظة التي تُشجيه ..
وتشجيه اللحظةُ التي تمتعُه ..
ينامُ .. ويودُّ أن يُمدِّد ..
ويصحو ويرفضُ أن يتجدد ..
وتكر الأيام .. فالأعوام ..
ثم يلتفت ..
فإذا هو حيثُ كان
عدا شيبٍ غزا فوديه
وأوجاعٍ أعاقت ركبتيه
وذكرياتٍ تداعب وهمه ..
وتستعيد همّه ..
فيلذُّ له أن يرددّ .. ولات استجابة:
ألا ليت ريعان الشباب جديدُ ..
ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ ..!
(2)
** ذلك نمطٌ من «الوقت» لا يعرفُه (أبو محمد)
ولا يعرفُ أبا محمد ..
نشأ جاداً فاكتهل جاداً
وتجاوز «الثمانين» فكأنه ابنُ «الثلاثين»
تحوطُه عنايةُ الله .. ودعاءُ عبادِ الله ..
إذا ذُكر ذُكر الصِّدقُ ..
ويبرزُ رسمُه فترى الرفق ..
لا يُهمه رضا الناس على حساب الحقّ
ولا تعنيه تأويلاتُهم .. فلا حسيب على النطّق ..
(قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً ..)
فالإعلاناتُ المدفوعةُ تقرباً أو تكسباً ..
لغةٌ في التملّق ..
لم يسعَ إليها (معالي الوزراء)
ولا نحسبُه يسعدُ بها ..
هو أولُ «دكتورٍ» في البلد لكنك لا تكادُ ترى «الدال» ..
وهو من أقدم الوزراء فلا يشير إليها بلغة الحال أو المقال ..
(3)
** لم تعقْه الوزارة عن التأليف
ولم يشغلْه التأليفُ عن الوزارة ..
فقام بمسؤولياتِه الرسمّية
وواصل عطاءاتِه الفكريّة .. والثقافية
واستمرّ في علاقاته الاجتماعيّة ..
أحاطتْ به بركةُ التنظيم
فلعله النموذجُ أمام القيادات الإداريّة
يتعلمون منه كيفية إدارة الوقت ..
والعمل بهدوءٍ وصمت ..
(4)
** فاجأنا أبو محمد قبل أسابيع بصدور الجزء السابع عشر من إطلالته التراثية ..
وأضاف اليوم (دمعةً حَرّى )
كتاباً في أكثر من مئتي صفحة ..
يروي صفاءه .. ووفاءه لعدد من الراحلين ، ومنهم:
عبد المجيد شبكشي ، وحسن آل الشيخ ، وعزيز ضياء ، وحسن قزاز ، ومعتوق جاوه ، ومحمد حلمي ، وحمد الجاسر ، وماجد بن عبد العزيز ، وفهد بن سلمان ، وأحمد بن سلمان ، ومصطفى مير .. وغيرهم ..
جمع هذه الرثائيات في كتاب طرحه طمعاً في ترحم يصادف قبولاً فيكسب الداعي والمدعوّ له ..!
(5)
** جاء الكتاب بمقدمة عن (شنين الدموع) ..
اتكأ فيها أبو محمد على التراث..
ليستقي منه بلسماً لجِراح ..
وبديلاً لنُواح ..
فيسترجعُ الإنسان محتسباً ..
ويسأل الله أن يتقبل راحله راضياً مرضياً..
** واختتمه ببدعةٍ تجاوزت المعلوم من الدين واللغة ..
ف (رحمه الله) و(عفا عنه) و(تجاوز عن سيئاته) صيغ مألوفة ..
حتى أصابها ما أصاب بعض خطاباتنا الأخرى
مما يرونه اجتهاداً وهو إحداث ..
وتألم ( أبو محمد) وهو يرى التغيير يطال كتب التراث ..
لكنه الزمن يعبث ويعيثُ دون اكتراث
(6)
** ألسنة الخلق ألسنةُ الحَقّ ..
**هكذا استشهد أبو محمد ..
وهكذا نختتم هذا الومض ..
*حيث لا غرضَ ولا منفعة ولا تجمُّل ولا فَرْض ..
** المناصب تزول ..!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
