(شعراء نجد المعاصرون) ميلاد النخب الأدبية الحديثة في نجد
|
*حسين محمد بافقيه:
يكتسب كتاب (شعراء نجد المعاصرون) لعبد الله بن إدريس أهمية خاصة في سياق تطور الثقافة والمجتمع في إقليم نجد، والتحولات الجذرية التي طرأت على ذلك الإقليم، منذ تحولت (الرياض) من بلدة صغيرة توجس خيفة من الأغراب والأجانب إلى عاصمة لكبرى دول شبه الجزيرة العربية، ليؤذن تحولها ذلك بتغيرات عميقة طرأت على الثقافة والمجتمع، وأحدثت أدواراً اجتماعية جديدة، مثلتها قوى اجتماعية تنتمي إلى قيم الدولة المدنية المعاصرة، وبخاصة الفئات الوسطى من الموظفين المدنيين وطلاب التعليم العام والكليات الجامعية والقوى الجديدة للدولة من الخبراء والسياسيين والتكنقراط.
ومثَّل هذا الكتاب في سياق الثقافة في نجد أهمية خاصة تتصل بالأدبي والاجتماعي والثقافي؛ فهو لم يكن كتاباً يؤرِّخ فيه ابن إدريس لمجموعة من الشعراء النجديين فحسب، ولكنه إضافة إلى ذلك إعلان ضمني عن ولادة فئات اجتماعية جديدة انفصلت رمزياً عن أصولها الطبقية والاجتماعية القديمة، وانجذبت إلى أسئلة مغايرة في (الدولة) و(الوطن)، وخرجت عن حدود القبيلة والإقليم لتجد ضالتها في منظومة الوطن الذي ينتمون إليه، والأمة التي استجابوا إلى دواعي الانتماء إليها.
وكان ذلك في الزمن الذي استقبلت فيه العاصمة الحديثة (الرياض) الطلائع الأولى للمؤسسة التعليمية الناشئة من الموظفين والطلاب الذين نمت أعدادهم بصورة ملحوظة، وخصوصاً أن الرياض كانت أتوناً لولادة الفئات المدنية التي تفد إليها من بلدات نجد وقراها رغبة في التعليم المدني العام أو الجامعي بعد افتتاح جامعة الملك سعود أو البحث عن وظيفة (مدنية) في المؤسسات الناشئة للدولة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|