بدت لمقلته تختالُ .. فارتسما |
على محيّاه ما أخفى وما كتما |
لم يلتفت لرقيب العمر يعذله |
ولا بما يقتضيه أمره التزما |
أرخى العنان لداعي الحب مقتحماً |
سيّان حفَّت به الأخطار أو سلما |
هوىً يصرّفه رغم المشيب كما |
يصرّف اللهو من لم يبلغ الحلُما |
مولّعٌ بخشوف الرّيم ما رتعت |
إلا وهام على آثارها لمما |
وهل لمن سلبت عفراءُ مهجتَه |
في مرتع الصّيد ألاَّ يحفى القدما؟ |
ما كنت متّخذاً ركبَ الهوى عضُداً |
لو لم يكن لفؤادي سحرها ضرما |
لو لم تكن تخلبُ الألبابَ طلعتُها |
طرفاً وثغراً تلذُّ العين مبتسما |
لو لم تكن تتباهى رفعة وعلا |
بين الأنام وتزهو في الورى شمما |
مليكةٌ ترتدي في يوم زينتها |
ثوباً قشيباً بديعَ اللون محتشما |
لها من العمر ما خطّت صحائفه |
خمسٌ وعشرون يندى ظلُّها كرما |
خمسٌ وعشرون ما حادت مسيرتها |
لذروة المجد عن نهجٍ لها رُسِما |
سل الخبير عن الترشيح . هل لزمت |
غيرَ الحياد؟ وإلاَّ فاسأل الحكما |
خمسٌ وعشرون ما أسمى رسالتها |
غرَّاء تختارُ من أرجائها القمما |
من مشرقِ الشمس أو من حيثما غربت |
نال الجديرُ بها الإكرامَ واستلما |
كم رائدٍ قدَّرت منه ريادته |
فقدّرت في صدى تقديره أمما |
ما بين خادم إسلامٍ يميِّزه |
قولٌ وفعلٌ همى كالغيث نفعهما |
وعالمٍ فاق في دنيا تخصُّصه |
من كان في جيله من نخبة العُلما |
ومبدعٍ زانه فكرٌ وموهبةٌ |
فطوَّعت يده في طرسه القلما |
خمسٌ وعشرون: إنجازاً تعهده |
من حارب اليأس في دنياه والسأما |
أعطى الإمارةَ ما شاءت مطالبُها |
وراق ما خطَّه شعراً وما رسما |
خمسٌ وعشرون: أعراساً تشرّفها |
قيادة ذكرها في الخافقين سما |
آلت على نفسها عهداً وديدنُها |
أن يحفظَ العهد مهما كان محترماً |
هذا هو الفعلُ : برهاناً تقدِّمه |
أرضٌ تضمُّ ربوع الوحي والحرما |
إن كنتُ عبَّرت عما دار في خلدي |
فما رميتُ ولكن الإلهَ رمى. |