أَزْهَرَتْ مِن بَعْدِ تَارِيخٍ صَدي |
بِالينَابِيعِ سَجَايَا بَلَدي |
وَالأَمَاني أَدْخَلتْنَا قَلبَها |
فَانْتَشَيْنَا في عِنَاقٍ أَبَدي |
هذِهِ الرَّمْلَةُ تَضْرَى عَبَقاً |
فَامْلَؤوا الأَرْوَاحِ بِالعِبْقِ النَّدي |
تَنْفَجِرْ مِنْ أَرضي الحُبْلى بما |
زَرَعَ الحُلمُ أزاهير الغَدِ |
فَفَراشَاتُ الحِجى أَعْمَارُهُا |
من ضِياءِ الزَّهَرِ المُتّقدِ |
أَلْمُنى في أُفُقِ الجِدِّ ذرى |
مَنِ لذاكَ المُسْتَحيلِ الأبعدِ |
واليراعُ الفَذُّ دُرٌ غَارِقٌ |
يا تُرى تَصْطَادُهُ أَيُّ يدِ |
وخيولُ العِلمِ في مِضْمَارِهَا |
مَنْ سَيُورِي عَزْمَهَا بالجَلَدِ |
حَسْبُها أَنْ تَتَجلى شُعلاً |
في حَنَايَا الطالبِ المُجْتَهِدِ |
أَيُها السَّاري بآفاقِ الدُّجىَ |
حُلُماً فوقَ مَطَايا سَهَدِ |
البسَاتينُ التي تَطْلُبُها |
حَاطَها بالشوك طَوْقُ البِيَدِ |
فاسْتَزِدْ من جَمْرَة الجِدِّ لظىً |
وبأنْهَارِ النُّهى فاسْتَزدِ |
ولْتُغِذِّي قَلبَكَ الغَضَّ بها |
تَنْهَلِ النُّورَ عُروقُ الجسدِ |
واقْتحِمْ بَوَّابَةَ العلمِ بما |
حَقَنَتْ فيكَ المُنى في العَضُدِ |
فهناك اخْتَبَأَ المجدُ وما |
يَجْتَلي مَعْنَاهُ غَيْرُ الأمجدِ |
أَيُّهَا المُغْرمُ بالحبرِ إذا |
رَضَعَتْهُ الكُتْبُ من ثَدي اليدِ |
زُرْقةُ الحبرِ التي تحكي السَّما |
جَمَعَتْ شَدْوَ الصَّبا والرَّعدِ |
فاكْتَنِزْ في صَدْرِكَ الشّدَوَ فما |
أحْوَجَ الصَّدرَ لحبرٍ غَرِدِ |
ذي فتاةُ الوقتِ بِكرٌ طَيِّعٌ |
فافْترِعْها بالمعالِي تَلدِ |
يا حُماةَ العلمِ في أَحْنَائِكُمْ |
أَلَمُ المَاضِيْ وَآمَالُ الغَدِ |
وعلى أَيْدِيْكُمْ شَمْسٌ ومِنْ |
كَأْسِكُمْ يَنْضَحُ نَهْرُ الشَّهَدِ |
كُلُّ تِلْمِيذٍ بَقَايَا نَغَمٍ |
فَاحَ من عَزْفِكُمْ لَمْ يَبْلُدِ |
أَنْتُمُ المَهَدُ لِطُلابِ العُلا |
مَهَدُ التَّعْلِيم أَزْكَى مَهَدِ |
سُقْتُمُ الجَهْلَ لِمَهْوَى حَتْفِهِ |
بِحِبَالِ فُتلَتْ مِنْ مَسَدِ |
وَرَسَمْتُمْ مُهَجَ الأَجْيَالِ لَمْ |
تَشْتَكُوا مِنْ أَلَمٍ أَوْ جَهَدِ |
ريْشَةٌ مِنْ طَائِر السُّهْدِ ومِنْ |
جَدْوَلُ الآمَالِ لَوْنُ السَّعَدِ |
فَإِذا الأمَّةُ تَسْمُو لَوْحَةً |
تَزْدَهِي فَوْقَ جِدَارِ الأَبِدِ |
لَمْ يَزَلْ نَبْعُ ثَرَاهَا هادراً |
فَهِي للإبْدَاعِ أَصْفَى مَوْردِ |
لَمْ تَزَلْ سُنْبُلَةُ الفِكْرِ هُنا |
قَامَةً تَخْتَالُ في الحَقْلِ النَّدي |
هَذِهِ الأَرْضُ بِحَارٌ حَمَلتْ |
وَطَنَ الدُّرِّ وما مِنْ زَبَدِ |
نَحْنَ في ظِلِّ هَوَاهَا عَيشُنَا |
وَهْي في ظِلِّ الإلَهِ الأَحَدِ |