جلست أمامي، صدفةً، حسناءُ |
من حسنها تتضاءل الأشياءُ |
عينان.. حور الخلد لو لمحتهما |
ذهلت، ووجه تشتهيه ذكاءُ |
قد تجتلى جمل البهاء رديئةً |
لما تقاس بما اجتلاه رداءُ |
ما اسطعت وصف جمالها ولربما |
تم الجمال وتمتم الاطراءُ! |
في الركن صامتة بجانب أمها |
أتخافها أم أنه استحياءُ؟ |
تعلي يداً حيناً، وتنفض هامةً |
حينا، وماينتابها إعياءُ |
وإذا أردت أقول شيئاً أو مأت |
بيدين قد يضنيهما الإيماءُ |
أتخاف ان يؤذي الكلام لسانها |
وهل الكلام تخافه حواءُ! |
أم أن حشرجةً تلازم صوتها |
فالصمت فيه لصوتها إخفاءُ |
وإذا الحسان أردن حجب حقيقةٍ |
فلهنّ نحو مرادهنّ دهاءُ |
جن الفضول.. سألت عنها حائراً |
فسمعت ما لا يقبل الاصغاءُ |
أدركت أني مبصر أعجوبةً |
في الحسن إلا أنها خرساءُ |