بعضُ الفصولِ فضاءٌ ما لهُ أمدُ |
وبعضها ضيِّقٌ بالقيد متحدُ |
وبعضها ممطر.. بالشوق منهمرٌ |
وبعضها ضائعٌ.. يبكي.. ويرتعد |
وبعضها صُبْحه عطرٌ وقافيةٌ |
وبعضها ليلُهُ يَغْتَاله الكمد |
لكنّ فصلَ حبيبي كلُّهُ فَرَحٌَ |
ينساب كالنّهر.. بالتِّحنان يبترد |
يجييء كالحُلُمِ السَّاري.. فيوقظني |
في هَدْأةِ النَّوم.. مثل النور يتّقد |
فصلُ الحبيب بلا وعدٍ يفاجئني |
فتنتشي الروحُ.. لا الرغباتُ والجسد |
على خطاهُ جموعُ الناس كم ركضوا |
وهو الأبيُّ فعاد الناس واتأدوا |
جمالُهُ طار في الآفاقِ مقتحماً |
جسرَ الزمانِ.. على التّاريخ يعتمد |
حار المحبُّون في توصيفِ عالمِهِ |
قالوا: أثمةَ فصلٌ ماله زبدُ؟! |
إنَّا عرفنا فصولَ الدّهرْ أجمَعَهَا |
وما رأينا كهذا الفصلِ يطّرد |
فقلت: فصلي أنا ألقاهُ في دعةٍ |
ما بين روحي وأعصابي له وَعَد |
إذا الزمان رماني فوق صخرتِهِ |
أتى الحبيبُ.. وفي أجفانه البرد |
فأورق الزَّهَرُ المِعْطارُ وابتَسَمَتْ |
مُنى الحياةِ.. وولَّى الهمُّ والنّكد |
لا تحسدوني على فصلٍ يظلِّلني |
من الهجير.. لَهُ تحت الشعاع يد |
لا تحسدوني رفاقي إنهُ قدري |
أن يشرقَ الحبُّ في روحي وينعقد |
اثنان لولاهما ما عشتُ في رغدٍ |
فصلُ الحبيبِ.. وشعرٌ حرفُهُ الرَّغد! |