المجلة الثقافية: إصدارنا الرابع
|
عندما بدأنا بـ «مجلة الجزيرة» كأول إصدار إضافي لصحيفة «الجزيرة» يُقدم للقراء هدية منها، لم تكن دراساتنا تشير إلى أن هذه المجلة الاسبوعية سوف تكون موعودة بأن تحقق كل هذه المساحة الكبيرة من اهتمام القراء في شهورها الأولى..
لكن وعندما تبين لنا بعد شهور من صدورها تحفظ دراساتنا المسبقة في تقدير النجاح المنتظر لها، بناء على ما ظهر لاحقاً من نتائج اختصرتها لنا المؤشرات التسويقية وبالاعتماد على رصد أمين لهذا الاصدار ما كان منه سلباً أو ايجاباً للتعرف على وجهات النظر المتباينة بين متلقيه..
أقول، إننا في ضوء هذه المعلومة الصغيرة وبما أعطته لنا من نتائج، قد حفزتنا إلى أخذ القرار الجديد والصحيح بإصدار مجلة أخرى تخاطب جيل«الانترنت» تفاعلاً مع ثورة الاتصالات واستثماراً لها، مسبوقة بدراسات ربما أنها كانت أقل تحفظاً وأقرب إلى الواقع من سابقتها، مصحوبة بشيء من التفاؤل في أن تكون «مجلة العالم الرقمي» اضافة جديدة إلى نجاحات كانت المجلة الاولى قد حققتها..
وأعترف، أن نشوة الفرح والحماسة اللذين استقبلنا بهما نجاح الإصدارين، وما ظهرت به «مجلة الجزيرة» ثم «مجلة العالم الرقمي» من تميز مهني غير مسبوق، قد شجعانا لان نسرع في تقديم الهدية الثالثة للقراء وهي «مجلة الإصدار الدولي»، وهي مجلة تعتمد في مادتها على انتقاء أهم الكتب العالمية واختيار أفضل الدراسات الدولية مع اهتمام خاص بالافتتاحيات والندوات وكل ما ينشر في الصحف العالمية، ونشرها بعد ترجمتها لتمكين القارىء من الاطلاع والإلمام والمتابعة بما يدور في العالم.
***
وبهذا الجهد، أصبح القارىء في أيام السبت والأحد والثلاثاء، من كل أسبوع، يقتني«الجزيرة» مع إحدى المجلات الاسبوعية «مجلة الجزيرة» أو «مجلة الإصدار الدولي» أو «مجلة العالم الرقمي» ضمن ما تقدمه صحيفة «الجزيرة» من خدمة صحفية يحاول الزملاء من خلالها أن يلبوا رغباته ويستجيبوا لكل ما يطالب به وينتظره منهم..
ولان القارىء هو الحكم وهو المستهدف«تحديداً» في كل جهد يبذل هنا، فقد كان كريماً وسخياً معنا بما قرأناه له وسمعناه منه عن هذه الاصدارات، ثناء حيناً وملاحظات قيمة أحياناً أخرى، بما أفادنا في تلمس الطريق الصحيح للعمل الاصح..
ومن غير المناسب أن أتجاهل هذا النمو في توزيع «الجزيرة» الذي صاحب وثباتها، لاخلص منه إلى أن سببه في جزء كبير منه يعود إلى القارىء«النخبوي» بتجاوبه وتفاعله وتقديره لخطواتنا التطويرية، والتزامه وقناعته بشعاره وشعارنا «الجزيرة تكفيك» بوصفه شريكاً معنا في النجاح الذي تحقق، ومازلنا نعوّل عليه في النجاحات المستقبلية إن شاء الله.
***
واليوم هو الاثنين، تذكروا انه منتصف هذا الاسبوع وكل اسبوع.. وقد اخترناه لكم من بين كل الايام موعداً لكم معنا في سياحة صحفية تليق بكم..
لنقرئكم فيه مجلة أسبوعية جديدة، ولكنها هذه المرة عن الثقافة وللمثقفين..
ونحن نرى في قراء «الجزيرة» أنهم جميعاً ودون استثناء يمثلون رقماً مهماً في مجموعة الطبقة المثقفة والملمة بكل ألوان الطيف الثقافي..
ومجلتكم الجديدة من حيث زمن الصدور تعد الرابعة التي تصدر عن صحيفة«الجزيرة» في غضون عشرة أشهر..
لكنها من حيث وثبات التطور زمنياً يأتي ترتيبها الخامس، وهي من حيث الاهمية في الترتيب الاول كباقي الوثبات..
وبالنتيجة، فإن هذا العمل الجديد أمكن انجازه في الوقت المناسب ضمن منظومة طويلة من الاعمال الصحفية الكبيرة والمتواصلة التي وعدنا بها القراء، وبصدور«المجلة الثقافية» سيكون القارىء إذاً على موعد يوم السبت مع مجلة«الاصدار الدولي» ويوم الاحد مع مجلة «العالم الرقمي» ويوم الاثنين مع «المجلة الثقافية» ويوم الثلاثاء مع «مجلة الجزيرة» وهناك خطوات متسارعة لانجازات أخرى.
***
بقي لي، أن أنوه بالجهد الكبير والرائع لزميلي الإعلامي اللامع «إبراهيم التركي» مدير التحرير للشؤون الثقافية وللزملاء المبدعين أسرة تحرير هذه المجلة، لانجازهم هذه المجلة على النحو الذي ترون..
وأنا على يقين بأن طرحاً مميزاً كهذا الذي تطالعونه في العدد الاول من المجلة الثقافية سوف يرضي الكثيرين منكم، وفي مقابل ذلك فإن ملاحظات ووجهات نظر وآراء أخرى لن تكون المجلة في غنى عن سماعها، بل من الضروري أن تقال وبصوت عال ومسموع للوصول إلى الكمال الذي قد لايتحقق وإن حاولنا..
فالثقافة كما هو معروف مجموعة معارف وباقة علوم، وإذا كانت مجامع اللغة وأهل الاختصاص لم يتفقوا ولم يتوصلوا بعد على تعريف مانع جامع لهذه المفردة، فلابأس أن تتباين وجهات النظر حول طرح ثقافي كهذا الذي يصدر على شكل مجلة تُعنى بالثقافة وبإسمها الشامل المجلة الثقافية، مع يقيني بأن الأفكار سوف تتلاقى في النهاية لتقديم ربما ما يتفق الجميع عليه.
|
|
|
قراءة في تجربة التصوير الفوتغرافي المحلي «1 - 2» كان صالح العزاز يوظف التصوير للمعاناة الاجتماعية قيمة صالح الإبداعية كمصور أنه حاول أن يؤصل فناً في بيئة لا تعرف هذا الفن
|
متابعة: تركي إبراهيم الماضي
ضيوف الندوة:
د. عبدالرحمن الحبيب
حمد الباهلي
حمد العبدلي
أدار الندوة:
أ.د. سعد البازعي
ضمن نشاط «المنتدى الثقافي» نصف الشهري الذي تقيمه إدارة التحرير للشؤون الثقافية، أقيمت ندوة ثقافية بقاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمبنى المؤسسة تحت عنوان «التصوير الفوتغرافي كفن إبداعي» شارك بها: د. عبدالرحمن الحبيب والأستاذ حمد الباهلي والأستاذ حمد العبدلي، وأدارها د. سعد البازعي.
وتعرضت الندوة لتاريخ التصوير الفوتغرافي وبخاصة في المملكة العربية السعودية، كما أنها استعرضت تجربة الراحل صالح العزاز رحمه الله ومسيرته في التصوير الفوتغرافي.
البازعي
أحييكم أيها الإخوة في المنتدى الثقافي لجريدة الجزيرة الذي يعقد لقاءه الثاني في هذا الموسم. ولا شك أن الموضوع الذي طرحناه لهذا اللقاء من الموضوعات المهمة على المستوى الثقافي والإبداعي لكنه يكتسب أهمية خاصة في الظرف الذي نعيشه هذه الأيام بعد أن فقدنا صديقاً عزيزاً على الجميع وفناناً وكاتباً متميزاً وهو الأستاذ صالح العزاز رحمه الله..
لقاؤنا هذا يتمحور حول التصوير الفوتوغرافي كفن إبداعي ولا شك أن لصالح العزاز حضوراً بارزاً في هذا المجال بالإضافة الى عدد من الطاقات المعروفة لدى الكثيرين ونحن سعداء أن هذا اللقاء يحظى بحضور متميز سواء على منصة المتحدثين أو على مقاعد الحضور وأتطلع مثلكم الى ما يثري الحوار بالمعلومة والرؤيا وما ينعكس على المستوى العام حينما تنشر وقائع هذا اللقاء ويطلع عليها القراء بشكل عام.
أقول هذا مع أني لست من أهل التصوير الفوتوغرافي كفن لذلك فإني أتطلع مثل كثير منكم الى ما يفيدني شخصياً من الإخوة المختصين أو الأكثر اطلاعاً على التصوير كفن من الفنون الإبداعية التي لا تزال في اعتقادي بعيدة عن الوعي الفني لدى الكثير من الناس وعندما كنت أتأمل هذا الموضوع وأحاول أن أُعدَّ بعض النقاط للحديث فجأة تذكرت أن التصوير أقرب ما يكون الى الكثير من الأدوات التي نستخدمها كثيراً في الإبداع لكنها تمتهن كثيراً على المستوى العام، تستعمل بشكل واسع ولكن القليل يدركون قيمتها الإبداعية كما هي اللغة التي لا يدرك قيمتها الفنية الكثيرون والتصوير لغة بكل تأكيد لكن كيف تستخدم هذه اللغة؟ وكيف توظف؟ وكيف توثر؟.
هذا موضوع كبير وتخصص واسع ومجال يصعب علينا أن نؤطره في هذه الجلسة بملاحظات قليلة لن أطيل في التقديم وأود قبل أن نبدأ بتوجيه الشكر الجزيل للإخوة الموجودين هنا.
الأستاذ حمد الباهلي، والدكتور عبدالرحمن الحبيب، والأستاذ حمد العبدلي.
في الواقع التهيئة هذا اللقاء ساعدتني وساعدت الإخوة في القسم الثقافي في الجزيرة على التعرف على بعض هذه الأسماء لذلك نحن سعداء سعادة مضاعفة سواء إن كنا نتحدث عن التصوير الفوتوغرافي كفن أو على اعتبار هذا اللقاء فرصة للتعبير عن مشاعرنا تجاه صديق عزيز راحل أود أن نتحدث عن التصوير أولا كفن إبداعي ولدينا الأستاذ حمد العبدلي بما له من معرفة وثيقة بهذا المجال كرفيق من رفاق صالح العزار رحمه الله أو كفنان معروف شارك في إنتاج العديد من الأعمال وهو متخصص كما أعلم في التصوير على المستوى الأكاديمي ولذلك نتطلع ونرجو أن نستمع منه الى رؤية مبدئية تساعدنا على بدء هذا النقاش ونحن بحاجة الى أرضية أو نفحة تاريخية فنية تساعدنا على رسم الصورة العامة للمتلقي البعيد عن هذا التخصص إذا كان أحد من الإخوة الموجودين يريد أن يشارك في هذه النقطة نقطة إلقاء الضوء بشكل سريع على تاريخ التصوير الفوتوغرافي لكي ننطلق من أرضية علمية.
العبدلي:
الأخ صالح العزاز كان من الأشخاص الذين تعرفت عليهم عند عودتي من الولايات المتحدة وكان أول لقاء جمعني به لاحظت انه إنسان متميز وفريد في ذوقه وإحساسه ونظرته للأشياء ومنذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها أصبحت بيننا علاقة قوية جدا وارتباط جميل واستمرت العلاقة لأكثر من 15 سنة في الحقيقة ما أحب أن أتكلم عن صالح كصديق وإنما أرغب في الحديث عنه كإنسان مصور مبدع تمكن في سنوات بسيطة من الإبداع في مجال غير سهل وهو التصوير الفوتوغرافي خصوصاً انه ما كان لديه دراسات أكاديمية وكان لي الشرف أن أتعامل معه وان يكون بيننا تعاون ورحلات مستمرة لأماكن مختلفة في المملكة وخارج المملكة.
ومن الأشياء التي أعجبتني في صالح العزاز انه عنده شفافية لا توجد عند ناس كثيرين. صالح يرى شيئاً لا أحد يراه وهذا الذي جعلني انجذب له مع الوقت كان هو يتعلم مني وأنا أتعلم منه، تعلمت الكثير وأشياء كثيرة. صالح كان يرى الضوء بشكل خرافي كان دائماً يرى الضوء والتصوير الفوتوغرافي هو الضوء أساساً كان صالح مصور الحدث كان ينتبه للأشياء بسرعة أكثر من غيره كان متحمساً وعندما نذهب لرحلات تصويرية كنت أراقبه وهو يصور وكنت أتمتع بحيويته ويعمل الكثير حتى يلتقط صوراً يعني صالح ممكن يقفز فوق حائط ممكن يقطع الخط السريع «الهاي وي» ليأخذ صوره ما عنده مشكلة أنا أكثر حرصا منه في هذه النواحي. كانت دراسة صالح رحمة الله عليه للهندسة المعمارية أن ساهمت في فهمه للزوايا وللضوء أذكر مرة من المرات ذهبت في رحلة معه من ،الرياض، للقصيم، للمدينة، لمدائن صالح، لحائل لتبوك، للقصيم، للرياض أمضينا أكثر من أسبوعين وكنا في تلك الفترة في البر ونادراً ما نشاهد أحداً دائماً انه وهو في الصحراء إلا إذا وقفنا في محطة بنزين أو بقالة نشتري حاجة فأن تمضي أسبوعين مع شخص في الصحراء أعتقد أحياناً يصير شيء من الملل وعلى وسع الصحراء تشعر بضيق المساحة هذا لم يحدث مع صالح أبداً، وأنا عصبي جدا وهو كمان على فكرة يعطي صورة الهادئ ولكنه أحياناً عصبي أيضا ومع ذلك كان هناك انسجام غريب وفي هذه الرحلة عرفت صالح جيدا عرفت انه إنسان رائع وكم أنا سعيد انني تعرفت عليه. اكتشفت ان عنده ذاكرة قوية وما ينسى، ما يضيع المحلات أنا أضيع.. حطني بالربوة الآن أضيع بينما هو لا يضيع حتى في الصحراء.
يقول: يا حمد بعد ساعة يجينا كذا بعد ساعة نرى كذا وهذا المكان جئت إليه منذ أربع سنوات ننام فيه والصبح نشوف كذا وكانت كل رواياته واضحة وصحيحة. صالح أحب التصوير بشكل ما أحببته أنا، على فكرة لاحظت في صالح أنا أكاديمي متخصص ومتعلم ومتخرج وهذا تخصص لكن صالح كان أحياناً يسألني ما رأيك يا حمد هل أنا مصور أم كاتب؟ وأيهما أنا قلت له أنت كاتب متميز ومصور له مستقبل ممتاز ويكفي بعض الصور التي تأخذها اني أغار منك الغيرة الجميلة هذه وقلت لصالح أنت أحسم الموضوع.
صالح كان ينقصه الجانب الأكاديمي وما أقدر ألومه في الشيء هذا.
التصوير الفوتوغرافي هواية وممكن تنميتها بالممارسة وبالتجربة ولكن فيه أشياء يجب أن يتعلمها الواحد: الإضاءة ووضع الصورة ولا يمكن أن يتعلمها الواحد بعشر سنين أو خمس عشرة سنة وكنت دائماً ألح عليه أن يذهب ويأخذ دوره يقول لماذا وأنت معي فقلت له أنا لست مدرساً أنا زميلك وأقدر أساعدك في الأشياء التي أعرفها أشياء كثيرة أنا لا أعرفها يا صالح فكان في الفترة الأخيرة يود أن يذهب الى بريطانيا أو أمريكا يدرس ولسوء الحظ ما حدث ذلك.
في نهاية الموضوع صالح كان متميزاً جداً جدا وراقياً ليس في تصويره فحسب وإنما في أخلاقياته مع الأشخاص من حوله مع من يحب ومع من لا يحب مع الذي يسيء إليه والذي يحسن إليه.
والذي جعلني أرى صالح من زوايا مختلفة أني أمضيت معه أطول مما أمضى مع كثير من الناس باستثناء أهله وزوجته.. قضيت معه وقتاً كثيراً كنا دائماً نلتقي ونادراً ما ترى صالح دون حمد أو حمد دون صالح.
صالح كان يشوف التصوير بزوايا، قليل من الناس من يراها.. صالح كان يوظف التصوير للمعاناة الاجتماعية للأطفال للفقراء للمحرومين للجمال للقبح لكل شيء.. صالح كتب عنه وحاول أن يصوره ونجح في هذا كثيراً والمشكلة التي كانت بينه وبيني دائماً أنا كنت أوصيه بألا ينشر شيئاً إلا إذا كان متميزاً، جداً أما النشر للشهرة فلا ولكنه كان يرى الأشياء بزوايا مختلفة وكان مقتنعاً بالأعمال التي ينشرها وكانت طيبة منه واجتهد صالح في هذه الناحية وله كثير من المعجبين وكذلك كتابه «المستحيل الأزرق». وأنا آسف لرحيل صالح بشدة وأذكر صالح باستمرار وأشوفه دائماً هذه الأيام».
البازعي:
«شكراً للأستاذ حمد على هذه الإطلالة الإنسانية المبدئية أنا كنت في الحقيقة أريد تأخير الحديث عن صالح الى مرحلة لاحقة في سياق هذا اللقاء ولكن يأتي الحديث هذا ليهيئنا ربما لمزيد من تسليط الضوء على صالح كمبدع وكإنسان وأكيد الأستاذ حمد والدكتور عبدالرحمن لديهم الكثير مما سيضيفونه ولكن بودي أن نرجع الى مسألة التصوير. والندوة كما تعرفون عنوانها التصوير الفوتوغرافي كفن ونريد أن نذكر بعض المعلومات التي تفيد المتلقي القارئ أو السامع لتأصيل هذا الفن لأنه فعلا ما زال فناً غريباً على مجتمعنا يعني الأستاذ حمد والأستاذ صالح الله يرحمه عملا الكثير وأنا أعتقد أن هذه هي قيمة صالح الإبداعية كمصور انه حاول أن يؤصل فناً في بيئة لا تعرف هذا الفن بالشكل المطلوب.. تحويل التصوير الى لغة إبداعية.. تنافس الرسم.. تنافس المسرح.. تنافس الكتابة تنافس الفنون الأخرى كما هو في كثير من المجتمعات الغربية هذه المعلومات لم أتجرأ على طرح شيء منها مع أني حاولت أن أقرأ بسرعة في بعض الموسوعات وبعض المصادر السريعة لغير المختصين مثلي، فهذه المعلومات نحن بحاجة اليها على الأقل لكي نرسم صورة سريعة فإذا كان هناك أحد من الإخوة يريد أن يتطوع لتسليط الضوء على هذا الجانب التاريخي وخاصة في العالم العربي سؤال:
متى بدأ التصوير؟.
ما هو التصوير بالقياس الى الفنون الأخرى؟.
كيف نعرف التصوير الفوتوغرافي تعريفاً علمياً واضحاً؟.
من هم أعلام التصوير في العالم؟؟ من هم أعلام التصوير في العالم العربي؟
هذه كلها أسئلة تساعدنا على رسم إطار الموضوع.
في الواقع ما عندي الإجابات الكافية ولكن مما اطلعت عليه وربما يصححني بعض الإخوة أن التصوير بدأ في منتصف القرن التاسع عشر وتعزى بدايته الى اثنين فرنسي وأمريكي يقال إنهما تزامنا في وضع التصوير كفن وفي إبرازه واحد منهم أخذ من اسمه اسم الصورة المسودة اسمه «داجاري» فأخذ منه اسم الصورة «داو غريتوتيب» الأسود والأبيض فهذا كان عام 1834م في فرنسا وعمل أول معرض في بارس في نفس التاريخ، منذ ذلك الحين والتصوير يتنامى في الثقافة الغربية كفن مهم وله حضوره طبعاً سنوات القرن العشرين كانت أكثر ثراء وأكثر عطاء في هذا الفن كما يبدو من استعراض بعض الأسماء التي عرفت في هذا الجانب. والذي لفت نظري أن هناك نوعاً من العلاقة الجميلة بين التصوير كفن والأدب وطبعاً بما أني مختص بالأدب وجدت انه من الطريف أن تنشأ علاقة مبكرة بين الأدب والتصوير والأدباء كانوا مضطرين للتعامل مع هذا الفن الجميل بشكل أو بآخر لأن الفنان مصور والكاتب مصور والشاعر يستخدم الصور معنى هذا أن هناك فناً آخر ينافس الأديب أو الشاعر بشكل خاص على مسألة الصورة من الذي ينتج الصورة هل تنتج بالكاميرات أم بآلة.. النظرة الأولى كانت نظرة دونية، كان الكثيرون يرون أن التصوير فن عادي ويذكر في هذا المجال الكاتب الأمريكي إيميرسون في أواخر القرن التاسع عشر في حوالي 1870م 1880م كان ممن رأى فن التصوير وتحمس له في البداية إيميرسون من أعلام الثقافة الأمريكية من آبائها في الواقع تحمس له في البداية ثم بدأ ينظر إليه نظرة أخرى عندما قيل له انه مجرد تكرار للواقع تكرار للطبيعة ليس فيه إضافة فكتب يهاجم هذا الفن ويقلل من شأنه لكن طبعا جاء من أدرك قيمة التصوير الإبداعية.. والتاريخ مليء بالمعلومات والإضافات الكثيرة.
العالم العربي متى بدأ يحتفي بالتصوير؟ هذا هو السؤال طبعا من العالم العربي سننتقل للمملكة ونحن بحاجة لمعرفة هذا..
أين يقع حمد العبدلي وصالح العزاز في تاريخ تطور اهتمامنا بالتصوير؟
من هو أول أكاديمي درس التصوير ؟؟ أنا أعرف الآن أن الأستاذ حمد درس في الولايات المتحدة لكن هل هناك آخرون؟؟
هل هناك اهتمام بالتصوير في المؤسسات الثقافية الى أي حد يعتبر التصوير من الفنون الرئيسية لدينا؟؟
أنا طبعا سأستعجل بالإجابة وأقول انه لا يعتبر حتى الآن عندنا فن من الفنون الرئيسية: رعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون ربما لا تعطي هذا الفن ما يستحقه من اهتمام لكن كانت هناك معارض وكانت هناك اجتهادات ولا شك انه كان من أبرزها ما قام به صالح العزاز رحمه الله والأستاذ حمد وغيرهما من الفنانين والمبدعين هذه المعلومات نحن بحاجة اليها ولكن يبدو أننا نستطيع تجاوزها في حال عدم توافر الكافي منها لكن الأستاذ حمد الباهلي ربما لديه ما يضيفه بخصوص هذه التساؤلات وهذه النقطة بالذات قبل أن ننتقل الى الأستاذ صالح العزاز كاتباً أو مصوراً.
الباهلي:
شكراً للدكتور سعد وهو عندما طرح عليّ الموضوع طرحه بشكل مبدئي.
على أي حال نحن في بدايات التعرف على مشروع صالح العزاز سواء ككاتب صحفي أو فنان فوتوغرافي أو كإنسان له علاقات تعددية.
وأنا أتشرف أن علاقتي بصالح العزاز كانت علاقة حميمة لسنوات عديدة وهذا هو الجانب الذي أستطيع أن أتحدث فيه بشكل مختصر أيضا وبخطوط عريضة صالح العزاز تعرفت عليه تقريباً منذ 15 أو 17 سنة وعرفت محطات تهمني كشخص ولها علاقة باهتماماتي في مجال التدخل في الشأن العام الذي يعتبر قضية كل مثقف.. صالح كان مثقفاً ومن عائلة مثقفة ومن عمر التاسعة أو العاشرة وكفنان كانت عنده بدايات فنية وهي تسمى استعدادات فطرية إذ كان يشارك في الصحافة الحائطية.
وفي سن 9 سنين أو 10 سنين قامت حرب 67 وأججت عنده الجانب السياسي ثم تبلور عنده هذا الحس الذي نسميه حساً وطنياً عربياً مسلماً، مثله مثل أي طفل ثم شاب ينحاز الى قضايا.. من قدرته كفنان كان لا بد أن ينحاز الى قضايا انحاز إليها عظماء قبله وهي مثل العدل والحق والوقوف ضد العسف والوقوف ضد كل ما هو عائق أمام تطور الناس كبشر.
في حرب 73 كان شاباً عنده 15، 16 سنة بدأت عنده بدايات ما يمكن أن نسميه بالالتزام الصارم دون الخيارات المطروحة على الساحة العربية في مسألة رد الحق العربي وهكذا كانت الساحة العربية وفي الداخل كان الجو جو 67 مشحوناً وفي 73 أيضا أجواء ساعدت الجانب الاجتماعي السياسي على أن يخرج خياراً فاعلاً على حساب الجانب الفني أو النوازع الفنية التي عنده.
وفي حدود 79 وعمره 18 أو 19 كان أمام ضغط الى أن ينحاز الى نوع من الرؤية الصارمة هذا الانحياز تجلى في علاقاته وفي مساهماته وصل في هذه الأثناء الى أن صار رئيس تحرير بالنيابة أو شيئاً من هذا النوع وفي تقديري انه كان أصغر رئيس تحرير في العالم أو شيئاً منه.. كانت مرحلة اعتزاز بالنسبة له وفي خضم هذه الأحداث اختفى عن الساحة لأسباب مختلفة.
وبعد ذلك بدأت مرحلة البحث عن الذات عنده حوالي 3 سنوات أو 4 سنوات وأظن قراءاته في تلك الأثناء كانت لروجيه جارودي وبعض القرارات التي كتبت في هذا الجانب خاصة ثلاث سنوات بعد الخروج وهو يتنقل من مكان الى آخر ثم ترسخ عنده الجانب الفني بشكل واضح فاهتم بالتصوير واستمر في الكتابة الصحافية في مجلة «اليمامة» في حدود 1416هـ وبالإضافة الى مساهماته في صحف أخرى حوالي سنة وهنا ركز اهتماماً كبيراً على الأطفال وكانت مرحلة غنية في «اليمامة» وبينت انحيازه العام للجوانب الإنسانية ذهب بعد ذلك الى مجلة «غرفة الرياض» وظل فيها 7 سنين وهنا خاض تجربة غنية في اتساع مفهوم التعدد عنده.
ولننظر الى اعتزازه بنفسه ومسألة ما يمكن أن يوحي بأن صالح ممكن أن يكون نرجسياً . هذه النظرة كم ستكون غريبة على أناس مثل حمد العبدلي فكيف يأخذ شكلا نرجسياً ولا يكون أنانياً. هذه مواضيع صعبة جدا وأظن أن الأخ حمد العبدلي يمكن أن يتابعها.
|
|
|
|