تكوين عبدالمحسن يوسف محمد الدبيسي
|
صبَّ فيه (إبراهيم مفتاح).. الكلمة
الأولى.. وأودع في روعه الطفولي
علامات الأبجدية.. لتجد الأبجدية تلك
ناجز بصائرها بعد عشرين
عاماً.. على يد (عبدالله الغذامي)..
وشبَّ (عبدالمحسن يوسف).. لا يشبه
أياً منهما..!
** وكانت المسافة من فرسان إلى جدة..
عوالم.. استكانت للنظر.. واستقرت..
في موهبة الفتى الجميل.. يشرع لها
النوافذ في اتجاهات شتى..! كانت (عكاظ) أوسعها
و(القصيدة) أعمقها تجلياً..
يرسم على يبس النوافذ ورد الكلام..!
واستقى عبدالمحسن من وداعه..!
الذكريات في (فرسان) روح
المكان.. وطاقات القراءة..
وعصب التجربة..!
رائق في قراءة الوجوه..
بفراسة.. تتقن دلالات الملامح..
وانبرى للمرايا.. يحدس
في انعكاساتها.. حديثاً لا يحرزه
إلا العارفون..!
** تتورد الكلمة على يديه رقصاً يموسق المعنى
وإيقاعاً يتمتم بالخفايا..
يمسك بعصبها الحساس، فتفيض
إيقاعاً هادئاً يرسم للحلم مسافة
لونية.. تتجاوز نمط العادي
إلى ألفة المختلف..!
** في كل الوجوه التي مسَّها..
وحي ضميرها الجواني وكيمياء
مكوناتها.. التي يعيد (عبدالمحسن)
استنفادها بعد أن يُعمل فيها
نباهة حبره.. وفراسة رؤيته..
وعبر موقعه الإشرافي على العدد الأسبوعي، حفل
بطفولة الأصوات وبداياتها..
يشرع لها صفحات قلبه.. ووعيه.. وبياض
الأوراق.. يشدها إلى مشهد
الأضواء.. وصُعد الانتشار..!
** في قراءاته للوجوه
ليس تكراراً (لغسان الإمام)..
وإن كان يؤم ذات الاتجاه (غسان) يحفل بالظواهر العامة المدركة
لوجوهه.. و(عبدالمحسن) يلم تفرعاتها
وتفاصيلها..!
تظل قراءة الوجوه.. بدعته الماتعة.. التي
كوّن لها في مشهدنا الصحفي مكاناً جديداً
موقعاً باسمه..!
** كتب مرة (في مديح الصوت)
فإذا بالصوت.. كائناً يتدفق
حيواة.. ومنبعاً يتدلى
إيقاعاً وهمسات.. جغرافيا
ضجيج مترف بنعماء الجمال..
وتكوينات، تدر
عطرها الفاتن.. مكمناً للتأمل
الباهر.. والخصوبة المترفة..!
** ما تناثر من قصائده.. نماذج تجعل
من كاتبها اسماً مهماً في حداثتنا الشعرية..
استدعت (الغذامي).. فدوَّن قراءته
على حوافها في (تشريح النص)..
وعَدَّ (محسناً) من أبرز كتَّاب النص
الشعري الجديد..!
** في (مطبخ) عكاظ الصحفي.. ينجز عبدالمحسن
يوسف (العدد الأسبوعي).. يمارس
حرفة الفنان.. واقتدار الذواق..
فيجيء العدد.. بوجه الحياة، مكابدةً..
وبكاءً.. ومواهب.. وأفراحاً.. وشعراً
وأخباراً.. وكباراً وأطفالاً..!
** ذات المزيج.. الذي تتوافر عليه
روح عبدالمحسن ووعيه..
ويظل منبعه الأمومي ومترعه اللافت (فرسان)
لا يلبث.. يمشط في ذاكرته شعرها الطويل.. الأسود
كليل الأحلام..!
تشده ومضاً ونبضاً.. فتتناهى
خيالاتها.. شلالات من فورة النشيد
ونشوة التعبير..!
** عبدالمحسن يوسف.. ينجز من
العمر.. (أربعين).. ويبلغ أشده..
فتياً.. عابراً تخوم الأشياء..
إلى وقع المعاني.. وإيقاع الوجوه..
وسيرة الأسماء..!
Md1413@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|