سألت العين دمعك ما أثاره؟ |
فردت والدموع لها غزاره |
وقالت إنه قلب جريح |
لأم قد تجرّعت المراره |
سلوها إن جرح الأم يبقى |
ولو جاءت بوجه ذي نضاره |
فكيف إذا تقطر من عقوق |
لها ممن يرد البر غاره؟ |
سقتهم خيرها فسقوها مالا |
يُقرّ أذاه دين أو حضاره |
تربوا في ثراها فكافؤوها |
بلؤم في الدناءة والحقاره |
نلوم بها العدا ويكون منّا |
عدو يختفي خلف الستاره |
لقد ضلوا الطريق وكل ماشِ |
وراء العُمى تُفقده مساره |
تذرّع بالجهاد فأي نصرِ |
بقتل أخيك أو نسف العمارة؟! |
جهادك لو صدقت ففي مكان |
به الأقصى يُنادي في حراره |
فوفرها اقتنيت به سلاحاً |
لقدسٍ يُحكم الباغي حصاره |
فلسطين التي نادت مراراً |
فلم يسمع سوى طفل الحجاره |
وأي شريعة قالت بهدم |
على الذمي والمدنيِّ داره؟ |
إذا بالأُم أرملة وطفل |
يتيم راح والده خساره |
يقول أبي يرافقني لفصلي |
وكنتُ إذا تجمّعنا جواره |
أعبّر عن شعوري مطمئناً |
ويفهم ما أريد بلا عباره |
أبشره فيفرح في نجاحي |
ويعطيني مكافأة البشاره |
وأي أب لمدرستي سيأتي |
مع الآباء لو طلبوا الزياره؟ |
وأي أب سيأخذني إذا ما |
تعبت بها ونادته الإداره؟ |
ومن يا والدي سيكون جنبي |
إذاما اشتد برد أو حراره؟ |
لك الله الذي أنجى نبيناً |
ببطن الحوت لا يدري قراره |
يُنادي وهو في الظلمات يدعو |
ببحر ليله أخفى نهاره |
ويحفظك الذي في الغار أخفى |
رسولاً حاصر الكفّار غاره |
لصاحبه يقول الله معنا |
فلا تحزن فأيقن بالجساره |
فعش إبناً لكل أب كبير |
بظل حكومة ترعى صغاره |
حكومة والد نشأت أساساً |
على الإسلام لا تعدو إطاره |
مواقفه مشرفة وتبدو |
لدين الله في الدنيا مناره |
فكم من مركز أضفى عليه |
وكم من مسلم جبر انكساره |
وما يستنجد الملهوف إلا |
وقد وصلت إعانته دياره |
وعبدالله نائبه وليٌّ |
لعهد الفهد عوناً واستشاره |
وفيّ للشيوخ أبو اليتامى |
قريب النيل ما أدنى ثماره! |
حميم للصديق وإن تمادت |
له الأعداء كان لهم شراره |
وسلطان الذي لا خير إلا |
رأيت يمينه تشكو يساره |
لهم عضد وللفقراء مدّ |
يُفكُ لمعدم الدنيا إساره |
حكيم إن تكلم قلت هذا |
أبوه حقيقة ليس استعاره |
وما للأمن في بلد ترامت |
به الأطراف ما أقصى بحاره! |
سوى أسد تربى في عرين |
به الأبطال تنتظر الإشاره |
هو المسؤول نايف ما أُنيطت |
به الآمال إلا عن جداره |
تعهد للبلاد ومن عليها |
فأصبح أمنها أبداً شعاره |
رجاله في الحدود وفي البراري |
وفي الطرقات بل في كل حاره |
وإن مرّت بنا محنٌ فإنا |
من المستهدفين بدون شاره |
ولكن الإله أعد نصراً |
وتثبيتاً لمن قصد انتصاره |
فكم من حاسد قد شب ناراً |
فكانت بعدما حقرته ناره |
ويوم الظالمين غداً سيأتي |
ليأخذ منهم المظلوم ثاره |
ويقطع دابر الإرهاب أصلاً |
بجث جذور من زرع انتشاره |
وحسبك أن بالإسلام أمناً |
يدوم وغيره سترى انهياره |