رسالة لم تكتمل حروفها! سلوى أبو مدين
|
عزيزتي:
الحاضرة الغائبة.. لا أعلم كيف أصف لك مشاعري، فعندما وصلتني رسالتك وشع اسمك في آخر الورقة التي شممت عبيرها.
لم افتعل الدهشة حينذاك، فقد جاءت حروفك عاتبة، غلفت بحنين الذكريات!
لقد بعثت في نفسي ضوءاً مخبوءاً وراء ستائر السنين، فأنت الوحيد التي أبوح لها، لانك الأقدر على الإصغاء..
ماذا تريدين أن أبوح به، هل أكتب عن أشواق مؤجلة؟ أم عن حنين غائب، حملته طوال تلك السنين..؟
ها هي أحزاني تنداح من جديد!
ورغم رعونة الموقف، إلا أنك الأقدر على تفهم مشاعري.
يا لها من صدفة، حملتني يومي ذاك إلى طريق لم تعتاده قدماي لألتقي ببائعة الورد، في بقعتها الصغيرة المتواضعة عند منعطف ذاك الشارع الضيق..!
التقيتها أول مرة.. كانت تراقبني بنظرات متوجسة.. بعينين لوزيتين..!
لا أخفيك أمري فقد اقتربت منها، كانت مشغولة بجمع شتلات من الورد الأبيض!
كانت تحيتها ابتسامة هادئة.. مع برعم من زهر الزنبق النادر، امتدت إليها يدها الناعمة من أصيص كان يستلقي فوق طاولة
من الرخام الأبيض.!
وخجل البيلسان.
آه.. دعيني أثير تلك اللحظة عن فتاة لم أعرف عنها شيئاً سوى الصدفة، التي ألقت بي إليها.!
وساقني ذاك الحنين بعد مدة لملاقاة البائعة الوديعة (سوار).. هكذا كان اسمها..
لكن دهشتي كانت باتساع الكون، حين علقت آمالي الخاوية.. بانتظار الأمس عله يجدد صباحه.!
ها قد حملتها المسافات بعيدا إلى مكان لم أقرأ مفرداته!
ها هو السفر يمضي بها في لفائفه الصامتة..
دون تريث.!
كانت أسرع من أن تنتظر، حتى أبوح لها بمشاعري نحوها..
تبددت كل العبارات المنمقة التي صغتها لها..
ومع هذا أخذتُ أكتب إليها حروفاً دافئة بدفء إحساسها وأخباها، مع زهرتها التي عانقت حروفي طويلاً..
هكذا أخرج من صمتي، لأتذكر صديقة الزهور، التي اختصرت العبارات في برعم زهرة وقطرة ندى..
عزيزتي:
لن أطيل الحديث الليلة، افتحي نافذة الخيال..
لأحلامك الحالمة..
واغمضي عينيك الساحرتين.. وهدهدي لهما سلامي..!!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|