لحظة التكريم بين الرواد والمبدعين
|
«تكريم المبدعين» أمر ليس بالعسير لمن انهك قواه الجسدية وتعمق بكل ما يحمله من أحاسيس وجوارح في سبر أغوار الثقافة بكافة مراحلها وشموخ أنواعها. هي تلك لحظة تكريم الرواد والمبدعين ومع هذه اللحظة الرائعة وما يخالجها من احساس جميل لايشعر بها الا من عايشها حينها تعود الذاكرة الى الوراء لنجد ان الجوائز الادبية لها عمق تاريخي بجذوره الاصيلة وحقبه الزمانية والمكانية.. فقد كان في التراث العربي الاسلامي جوائز تمنح للشعراء المداحين مما كان لها الاثر الكبير في ذيوع ابداعهم وتتويج قصائدهم المادحة فهناك الاعشى، حسان، النابغة، الذبياني، وعندما نسلط الضوء على الوقت الحاضر نجد ان الاضواء تتعدد وتعكس وهجاً قوياً على المعاني المتعددة في الثقافة «قصة»، مقال، رواية، شعر، نقد مسميات متعددة يعكف عليها اهل الاختصاص وينساب بين جداولها جمال الموهبة واخلاص العطاء.
هكذا نجد ان الجوائز الادبية لها مكانة خاصة لدى الجميع ويحلم بها كل من يعطي باخلاص، ويقدم مايرضي المتلقي لتصبح هذه الجائزة دعماً معنوياً تجود ظلالها بقطرات رذاذية عذبة يستمد منها الحب معنى الجدية والتجديد، والتقدم نحو الامام مع المحافظة على ألق التاريخ القديم بما فيه من معاني صادقة.
والتعمق في تاريخ الجوائز يحتاج الى صفحات متعددة ووقت طويل لاتفي بحقه هذه السطور، لأصل واياكم الى الجائزة في العالم العربي ونسلط الضوء على «جائزة نوبل في الآداب» والتي هي امتداد لتاريخ الثقافة وتنوع في مسمى الجوائز من اقتصادية، سياسية، الى ما اعنيه في مقالتي هذه وهي «الادبية» وقد منحت نجيب محفوظ وجد مانبحث في ادبنا المحلي وثقافتنا الاصيلة فاننا نستند على جذع شديد الصلابة متشبث بجذور البيئة المحلية.. لنجد هناك جوائز يتم من خلالها تتويج الاعمال الادبية، وتكريم مبدعيها الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل النهوض بالثقافة المحلية وتخليد الحضارة السعودية بكل مافيها من تراث مجيد وعادات وتقاليد تنتمي الى المبدع السعودي..
اذ نجد ان هناك مؤسسات ثقافية تخدم هذا الموضوع وترتقي بالمبدع وابداعه لتضعه في مصاف المثقفين السعوديين فهناك «جوائز تمنح للرواد ومنها»: جائزة الدولة التقديرية في الادب العربي وقد تأسست في عام 20/5/1400هـ ومنحت الجائزة الاولى عام 1403هـ لكل من حمد الجاسر حمد السباعي رحمهم الله والشيخ عبدالله بن خميس امد الله في عمره.
المرة الثانية في عام 1404هـ لكل من الامير عبدالله الفيصل، احمد عبدالغفور عطار، طاهر زمخشري رحمهم الله وبعد ذلك توقفت.
تكريم الرواد في مهرجان الجنادرية السنوي ومنح لعدد كبير واذكر على سبيل المثال لا الحصر الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله، الفريق يحيى بن عبدالله المعلمي رحمه الله، الشيخ الفاضل عبدالله بن خميس، الشيخ عبدالكريم الجهيمان.
جوائز الاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون جائزة ابها الثقافية ايضاً هناك جائزة «العويس» في دولة الامارات والتي تتم بترشيح من المبدع نفسه لنيل هذه الجائزة وهذا له دلالة واضحة على ان الجوائز الادبية لها اثرها العميق في النفس وتؤتي ثمارها في سبيل البذل والعطاء.
وممن حاز على هذه الجائزة الشيخ علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر رحمه الله وكان ذلك في عام 1416هـ وذلك في مجال الانجاز الثقافي والعلمي وايضاً الناقد الاستاذ عبدالله الغذامي في عام 1420هـ. والولوج الى هذا العالم نجد انه حافل بالعديد من الاسماء والجميل انه يدعم مسيرة الابداع بشكل ايجابي ويحافظ على حق الاديب من حيث سعيه الدؤوب والمضني.
واخيراً.. نعلم ان الادباء والمفكرين من مبدعين ومبدعات يحملون العديد من الافكار والرؤى التي ترتقي بالادب المحلي لوضعه في صورة مشرقة تنتمي الى البيئة المحلية.
هيفاء الربيع
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|