سيد «نقد»!! تهاني بنت عبدالكريم المنقور
|
كل منا يعلم كيف يؤثر النقد على المنتقد.. وكيف له أن يوجهه ويعيد ترميم ملامحه.. وكيف له أن يعيد تشكيل فكر الشخص المنقود!!
فالنقد عملية جوهرية رائعة.. شريطة أن تأخذ ممارساتها منحنى الإيجاب في توجهه.. والمحايدة في الفكر، لتنسكب في قالب الموضوعية!!
الآن..
ومع ازدياد عدد المحترفين للنقد.. وهم ما يسمون ب «نقاد» نجد أنه اختلط الأصل منهم بالدخيل ليشكل كلاٌ منهم ملامح العملية النقدية!!
حيث أصبح السيد «نقد» متأثراً كثيراً بالعلاقات الإنسانية.. والببغائية أيضاً!!
فكيف لنا الحصول على نقد بنّاء.. يخدم سيدنا نقد ذاته ويساهم في رفع الفكر الثقافي وينتشله من بين التراكمات الدخيلة..!؟!؟
لنصل لذلك وأكثر منه لا بد من أن تكون العملية النقدية شيئاً من قناعاتنا.. ومن المسلمات التي نؤمن بها.. لأن الألفة بيننا وبين صاحبنا سوف تزيل مساحات شاسعة من الحساسية الزائدة.. والمجاملات المعهودة!! بعدها تأتي عملية التشريح.. للمادة التي بين أيدينا لكن قبل البدء بالتشريح لا بد من وضع تخطيط منظم للنقد الذي سوف يتم احترافه مع المادة.
بحيث نحدد الشيء الذي نريد إيصاله للطرف الآخر.. وماذا يكمن وراءه.. وتوفير البديل لعرضه في حالة ضيافة السيد «تغيير»!!
لا بد من التجرد أثناء النقد من الذات.. والقناعات الشخصية.. وأن نقف عراة أمام المادة المنتقده لنكون منطقيين.. متجردين في أحكامنا..
لأن تلك الأحكام ذات علاقة وثيقة جداً باحترام الذات فأي شخص يوجه له النقد مباشرة يؤثر ذاك الرأي في احترامه لذاته!!
أرأيتم معي كيف أن النقد.. عملية «خطيرة» تتطلب جراحاً ماهراً يحترف حمل مشرطه دون تجريح!!
وليس كل من قال «أنا ناقد» أصبح ناقدا!!
نحن بحاجة إلى «النقد» المتجرد.. العاري.. أمام نصوصنا.. أما فكرنا.. ثقافتنا..!! فبحاجة إلى «نقد» خالٍ من المواد الحافظة «العلاقات الإنسانية» «مفردتي دائما، وأبداً» والتي كثيراً ما تستخدم حين نقد أي مادة..!!
نحن بحاجة إلى «نقد» نقي.. فمتى يكون لنا ذلك؟؟
tmangour@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|