سيرة الثقافة عبدالله السمطي
|
لا تطل الثقافة بوجه أحادي وحيد، إنها نتاج تحولات ومرايا وأطياف وهذا هو مكمن دهشتها وجمالها.
الثقافة التي تنجز دائما عبر المخيلة لها عائلة وسيرورة وسيرة، فجدها الأكبر التاريخ، وأبوها الزمن، وأمها الحياة، والمستقبل هو طفلها المدلل اللعوب، الكذوب حيناً والصادق أحياناً أخرى، من هنا فإن الثقافة تمثل جملة من الوجوه، ومحصلة من الأطياف المعرفية التي تبدأ من هواجس الشعوب وأفكارها الصغيرة، وصولا إلى صعودها المعرفي النخبوي.
هذه الثقافة تنشد التغيير الدائب، والتحول النشط، وإلا صارت جملة من المحفوظات التي تتواتر هنا وهناك، هذا التغيير وهذا التحول محكومان دائما بفكرة الابداع حتى تنمو الثقافة وتقدم غوالي طاقاتها.
إن الوعي الثقافي الجاد سينظر بتأن إلى مختلف قضايا الثقافة، سوف يستفيد من تجارب ماضية ومن خبرات قادمة، لكي يعطي أن الفعل الثقافي هو عنوان البلاد، وأن تجديد النشاط الثقافي لا يكون بعقد ندوة وفض سامر، بل بطرح كل الاسئلة على بساط البحث والنقاش علمية أم تاريخية أم فنية أم أدبية. إن بعض الكتاب والعاملين في الحقل الثقافي لا يزالون ينظرون للثقافة على أنها مجرد لقاء وحوار وضيف، وفي أحسن الأحوال مقالة هنا، وقصيدة هناك، ودراسة عابرة لا تسمن ولا تغني من جوع. الثقافة وعي وموقف باتجاه الجديد، صوب الابداع، ودون ذلك سيتوقف نبضها وستدخل طواعية متحف الجمود والسكون.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|