صدى لون الواعدات (في جدة غير)!! محمد الخربوش
|
الواعدون والواعدات أو الموهوبون والموهوبات هم شريحة لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات سواء كانوا واعدين في مجال الأدب أو الشعر أو القصة أو الفن التشكيلي أو المسرحية أو الغنائي أو خلاف ذلك من مصادر العطاء والابداء الإنساني وبلادنا والحمد لله كغيرها من بلدان الأرض تزخر بمثل هذه المسميات خاصة وأن بلادنا حرسها الله شاسعة ومترامية الأطراف ومتعددة البيئات والمناخات وبالتالي فإن وجود مثل هذه المعطيات المتعددة منح الفرصة لتنامي الابداع واستمراره.. ما يخصنا في هذا الجانب هو الواعدون والواعدات في الجانب التشكيلي هذا المسار الذي له أهله وناسه ومحبوه ورواده.. والمتابع لمسيرة العرض أو حركة العرض المحلية يجد أن المشاركات الجديدة في هذه المعارض تطغى على الأسماء المعروفة والمعتادة بما يؤكد أيضاً أن المواهب موجودة، لكن هذه المواهب التي تشارك في معرض ما سرعان ما تنطفئ وتتلاشى لانها لم تجد الدعم ولم تجد الرعاية بل أن بعضاً منها يجد نقداً لاذعاً يقضي على كل نوازع الحماس ويقتل الطموح لدى هؤلاء الواعدين والواعدات. هذه السمة تكاد تكون هي السمة الغالبة في معظم المناطق اضافة إلى معاناة هؤلاء ايضاً من ندرة المراكز والمنشآت التي تهيء لهم الأجواء ليمارسوا مواهبهم في اجواء مجهزة لهذا الغرض.. وبالتالي فإن الجرح يتضاعف والاحباط هو سيد الموقف في مثل هذه الحالات.
إلا ان ما يحدث في جدة ومن خلال متابعة هو عكس كل ذلك فالأجواء هناك مهيأة وبشكل جميل لرعاية المواهب والموهوبين والواعدين، فجدة كما نعلم تحتضن العديد من القاعات والمراكز المتخصصة التي تقدم الرعاية والدعم والتشجيع لمثل هؤلاء.. والمتمثل في ايجاد ورش العمل وتأمين الخامات والأدوات والمختصين المؤهلين ومنح الشهادات المعتمدة.. صحيح أن هذه المراكز وهذه القاعات المتخصصة تحصل على رسوم لقاء هذه الدورات ان هذه المراكز تأخذ لتعطي وهذه سنة الحياة.. والمتابع للساحة التشكيلية يجد أن العديد من هذه المراكز أنجبت العديد من الأسماء التي تواصلت مع هذا المسار الإبداعي واصبح لها حضورها الفاعل.
ولقد أُتيحت لي الفرصة بصحبة الفنان والناقد الجمالي الأستاذ هشام قنديل مدير اتيليه جدة الاطلاع على معرض للواعدات أقيم في الأتيليه. ولقد سرني وجود مستوى متميز جداً سواء من حيث التقنية اللونية أو من حيث الأفكار والمضامين لدى هؤلاء الواعدات بعيداً عن ما نراه عادة من نقل وطرح مكرر لقد وجدت في أعمال ثريا آل غالب نوف أبو رياش هنا حجار شيرين كراكدان أروى نواوي نجوى حماس ريم قنديل منال باعشن شروق الهاشمي سلطانة الشريف مها شرواني عبير الطيب إسراء شمس رانية الحوت منال أمير جمانة كابل نورة الزهراني سوسن المالكي حصة المحمدي هدى الرفاعي نوف شاكر أمل فلمبان أمل الشافعي، أقول لقد وجدت في تلك الكوكبة من الواعدات مشروع فنانات قادمات بقوة إلى ساحة التشكيل متى ما وجدن الدعم وواصلن مسيرة البحث والتجربة بعيداً عن متاهات النقل والاقتباس والتقليد المباشر.. شكراً أتيليه جدة شكراً لكل الواعدات ومزيداً من العطاء والبذل في هذا المسار الابداعي الجميل.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|