وميض برامج التشكيل الصيفية عبد الرحمن السليمان
|
تنشط خلال الصيف فعاليات تقام في بعض المدن لها الصفة الموسمية وذلك بتنظيم أو استضافة برامج متنوعة كما في جدة أو الطائف أو المنطقة الشرقية أو الرياض أو غيرها. في الصيف يقل عادة نشاط قاعات العروض التشكيلية فتبرز أنشطة المناسبات الصيفية التي بينها ما هو سنوي أو شبه ذلك أو على نحو متفرق، وذلك بحسب الظروف، ولعلنا في المنطقة الشرقية تابعنا أنشطة متوالية ليس لها سوى صفة تضيف تنويعاً لبرنامج صيفي لكنها غالباً ليست مدعومة بما فيه الكفاية وبما يشجع على استقطاب الفنانين الأبرز والمستويات الجيدة فيلجأ القائمون على هذه الأنشطة إلى التجميع لأعمال متواضعة، فقد لا تستقطب هذه العروض في معظم الأحيان سوى أولئك الباحثين عن مثل هذه الفرص، فرص العرض دون أية اعتبارات لمستوى ما يعرض، وهذه الأنشطة غالباً ما تكون في أسواق أو مجمعات تجارية وتكون بمثابة الفرجة العامة كمهرجان فيه المنتوجات الشعبية والحرف والمهن اليدوية والصور والمأكولات وغيرها، ومع أن بعض المناسبات الفنية أو الثقافية عموماً تسعى إلى نوع من الانتقاء ومن ذلك الجوائز التي يمكن أن تحفز على المشاركة، فكثير من المتقدمين للمشاركة لا نجد لديهم الحماس الذي يمكن أن نلمسه في المسابقات الأكثر اختصاصاً حيث يتم عرض أعمال قديمة تكرر عرضها في المدينة الواحدة لمرات مع تواضع مستواها.
برز منذ العام 1989م لقاء المفتاحة التشكيلي فاستقطب عدداً من الفنانين التشكيليين السعوديين ممن حرصوا على المشاركة في المراسم التي تحمس للعمل فيها بعض التشكيليين السعوديين وقد استقطبت المفتاحة في فترات متفرقة عدداً من المعارض التشكيلية الجماعية أو الفردية التي تمثل نشاط بعض المنتسبين لها فكانت العروض القادمة من المنطقة الشرقية ومن جدة والرياض وغيرها كما استفاد من مراسمها عدد من التشكيليين من مختلف المناطق، ومع كل ذلك فإن الفنانين يطمحون دائماً في المزيد من الحضور المؤثر لهذا الموسم الثقافي الهام. في بعض البلدان العربية تنظم بعض المناسبات ذات الصفة الدولية كموسم أصيلة الثقافي في المملكة المغربية الذي ينظم كل عام، ومع الاهتمام الثقافي البارز للموسم الا أن الفن التشكيلي شكل حضوره منذ العام الأول للموسم، وضمنها استقطاب بعض الأسماء العربية المعروفة، من بين برامج موسم أصيلة رسم الجداريات والعمل في المشاغل المختصة، وقد شكل فنانو البحرين في الدورة الماضية حضوراً واضحاً فرسم عدد منهم الجداريات وأقيمت لهم العروض الفنية، هذا بجانب غيرهم من ضيوف الموسم. وفي بلدة أخرى هي المحرس التونسية يقام مهرجان تشكيلي حرص مديره الفنان يوسف الرقيق على دعوة الفنانين التشكيليين السعوديين للمشاركة في العروض والورش وقد استجاب وشارك في هذا الموسم العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين بل ان بعض المشاركات اتخذت صفة رسمية مثّل المملكة فيها فنانون واداريون.. اعتقد أن العديد من المهرجانات الصيفية مع كثرتها وتنوعها لها صفة السياحية، تتركز في كثير منها البرامج الغنائية والموسيقية التي لها القدرة على استقطاب العامة أكثر من البرامج الثقافية التي يتابعها القليلون، ومع قليل من المهرجانات الثقافية الجادة وان لم تخل بشكل أو بآخر من الجانب السياحي فإني أرى أن المفتاحة السعودية قادرة على أن تكون مستقطباً للفنانين السعوديين وكذلك للفنانين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يهم كثير منهم الحضور في المناسبات التشكيلية السعودية لما حققته هذه الحركة من مستوى لافت على المستوى الخليجي والعربي. أعتقد أن هذا النشاط المتفرق بين المدن السعودية وبمستوى مذبذب معظم المتقدمين له من فئة المبتدئين يمكن أن توضع له ضوابط مشجعة تجعل له قيمة وأهمية تحفز الفنانين على المشاركة فيه. والمعرض المسابقة الذي سيقام بمناسبة سباق للخيول في الطائف وهو ذو توقيت صيفي قد يشجع البعض على الاقدام للمشاركة حيث تخصص جوائز مالية مشجعة.
aalsoliman@hotmial.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|