الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

محمد المسيطير
سعد البواردي

له في حياته سطور ملؤها الدفء والحب..
وله بعد وفاته سطور ملؤها الثناء والعطر..
سطر بقلمه أنشودة حياة ما برحت تشنف أسماعنا بأحلى قصيد..
كان له في ساحة الفكر تواجد طربنا له.. غاب فجأة.. كما يغيب كثيرون أجهدهم عنت الحياة التي تؤثر الصمت.. فصمت دون أن يرفع راية الهزيمة.. لأن العزيمة ما زالت يقظة بين جوانحه..
عرفتُه فألفتُه..
عشتُ مع شعره ومشاعره.. كان أنموذجاً للإنسان الهادئ.. الثائر.. الهازئ.. المصابر.. يرسم بلوحة خياله ما يضحكك ويبكيك، وما يحملك على الضحك من نفسك وعلى نفسك..
في قصيده لوحات كاريكاتورية ساخرة..
في قصده ثقافة حياتية حائرة..
كغيره ممن امتطوا قافلة الحرف جاهدَ. وأجْهدَ. وأُجهد.. وخرج من معمعة الصداع الفكري إلى معمعة الصراع الحياتي.. من صداع إلى صراع جاء خط سيره متوازياً مع خياره.. واختياره.. لم يستسلم.. كان يرى الحياة حركة لها أكثر من إيقاع.. وأكبر من واقع.. وأكثر من واقع.
كما نحن رفاقه تأخذنا أعاصير الحياة ذات اليمين وذات الشمال دون استئذان تارة نصمد.. وأخرى تلحق بنا الهزيمة..
أما هو فهزيمته اقتدار وقدر.. نهايتها عزوفه عن صخب الصاخبين.. وصراخ الذين لا يملكون أكثر من رفع عقيرتهم في فضاء لا نقاء فيه.. وفي ادعاء لا داعي له..
حسناً وَدَّعنا بثوب حياة ملؤه البياض والنقاء دون أن يتلوث..
وحسناً وَدَّعنا وما زال يمتلك إرادته في أن تكون نهاية مطافه نهاية (حي)...
نعم حزنا لرحيله.. وفرحنا لأن رحيله مجرد رحيل جسد.. أمَّا سطوره.. أما شعره.. أما مشاعره فإنها تحلق من حولنا تذكرنا به.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved