ماذا أدع وماذا أترك وأنا أتحدث عن هذا الإنسان «الجدول» حمد بن عبد الله القاضي
|
أعود إلى ذلك الماضي المضيء و«الجزيرة الثقافية» تطلب مني المشاركة في «صفحاتها الوفائية» التي سوف تخصّصها لأستاذنا الإنسان عبدالله بن حمد القرعاوي أتم الله عليه لباس الصحة والعافية وهو الذي يعاني الآن من بعض الأمراض التي إن هدّت جسده فلم تهده من عزمه، أو تهدم جدار محبته للآخرين أو جدار محبتهم له .
بداية علاقتي بأستاذي الجليل «أبو طارق» تعيدني إلى لحظة من أجمل اللحظات التي أسعدني فيها الزمان بالتعرف على هذا الرجل «النبيل» بكل ما يحمله «النبل» من معنى..!
كان ذلك عند التقائي به، وكنت قد نشرتُ موضوعا في بداية دخولي ميدان الكتابة وعند لقائي به وهوالكاتب والشاعر المعروف آنذاك وأنا الناشيء الجديد غمرني بكلمات التشجيع كما هي عادته وحتى الآن مع من يدخلون عالم الكلمة وميدان الصحافة... فكانت هذه الكلمات «الشمعة» الأولى في درب علاقتنا الجميلة.
ولقد نمْت وتنامت هذه العلاقة مع هذا «الإنسان»، و«النبلاء الفضلاء» كالقرعاوي يحفِّزون أصدقاءهم ومحبيهم على مزيد من نمو العلاقة واستمرارها وجمالها..!
***
ولو بحثت عن سبب لنمو واستمرار هذه العلاقة باستاذي الصديق الكبير عبدالله القرعاوي فهو أنه «إنسان» نادر يجمع بين «أدب الدرس وأدب النفس» ولم يتغيّر أو يتبدل فيه هذا الخلق وهذا الأدب منذ أن عرفته.
إنني كلما سمعته على الهاتف، أو التقيت به على الطبيعة تذكرت قول الشاعر أبو تمام وكأنه قال هذه الأبيات فيه:
من لي بإنسان اذا أغضبته
وجهلتُ كان الحلم ردّ جوابه
واذا ظمئت إلى المدام شربت عن
أخلاقه وسكرت من آدابه
وتراه يُصغي للحديث بسمعه
وبقلبه ولو أنّه أدرى به
***
** إن في أستاذنا الجليل صفه جميلة لا يشاركه فيها إلا القليلون كالشيخ عثمان الصالح حفظه الله ألا وهي: أنه إضافة إلي تواصله الشخصي والهاتفي فهو يتواصل عبر «الرسائل» الجميلة التي يكتبها لأصدقائه ترسيخاً لمحبة أو تعليقاً على رأي وهو يوشيها بأبيات شعرية اخوانيه من وحي محبته، وبيني وبين أستاذي رسائل كثيرة عندما كان «أبو طارق» في كامل صحته أتم الله عليه الشفاء وتحضرني الآن رسالة ضمنها أبياتا تفيض محبة وخلقا يقول فيها:
«يزيِّن جيدا «للمليحة» ساطعا
بأغلى الدراري و«العروبة» أسطعا
تراها كأنّ الروض من نفحاتها
تزيِّنها الألوان زهرا تضوّعا
تزفّ «خُزامها» إلى كل موطن
على «قمر» إلى الناس مسرعا»
يقصد «المجلة العربية».. وكاتب هذه السطور أحد العاملين فيها.
ختاماً لا أملك إلا أن أدعو له سواء في هذه المقالة، أو في ظهر الغيب أن يجري جدول العافية والحيوية على جسده، وأن يجمع الله له بين الأجر والشفاء ليعود إلينا كما عهدناه «جدولاً» ينشر ماء المحبة، ويسقي نبتات التواصل.
و:
«سمَّح الله درب ذا الوجه السموح
زال ضِرّك والمقابيل السَّعد»
(*) عضو مجلس الشورى
رئيس تحرير المجلة العربية
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|