عبدالله القرعاوي في.. زمن.. بلا ذاكرة!! عبد الله الجفري
|
أعجبتني «قفلة» رسالة مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة «الجزيرة» الأستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن التركي، وهو يدعوني للإسهام «ببضعة أسطر» في ملف ثقافي عن أستاذنا المحتجب عن الكتابة عبدالله الحمد القرعاوي.. فقال في تلك «القفلة»:
* لعلنا نقرأ بكم ومعكم «الوفاء».. في زمن بلا ذاكرة!!
*حقاً.. الوفاء: صار شحيحاً، وقبل أيام لم تبعد كثيراً، دلَّني أخي الوفي أبداً حمد القاضي إلى امتلاك لحظات وفاء ونبش ذاكرة، عندما أنهى إليَّ خبر توعّك صحة أستاذنا عبدالله القرعاوي وخضوعه لسرير المستشفى.. وهكذا قادني «أبو بدر» وصوتي معي إلى سمع حبيبنا القرعاوي لأطمئن عليه، ولم أكن أعرف خبر اصطباره على معاناة المرض!
***
* وبعد .. ما هي هذه ال«بضعة أسطر» التي سأستجيب بكتابتها ل«الجزيرة» عن حبيبنا «القرعاي»؟!!
* وفي البدء: عنَّ لي «خاطر» يستظرف، ولكنه أقرب فيما يلوح إلى ثقل الدم، أطرحه سؤالاً أمام أستاذنا عبدالله القرعاوي، قائلاً له: هل مازلت تحتفظ «بشيء» من أحلام اليقظة كإنسان؟!
*حاشا أستاذنا أن أتَّهمه بالاحباط، ولكننا صرنا فيما يلوح نُشكِّل «خلطة» أجيال ارتطمت بمتغيِّرات العشب الذي يشقُّ طلوعه من بين الأحجار!
*و«عبدالله القرعاوي» أستاذنا، وفي نفس الوقت: هو رفيق «درب» واحد قطعناه معاً بخطوات متوازية.. ورفيق «شُرْفة» وقفنا عليها معاَ ولوَّحنا لشمس تُشرق بألوان قوس قزح!
* نعم.. عاصرنا «الغسق» الذي حسبناه: فجراً يُطلّ بغد.
* وقطعنا تذكرة دخول إلى تحدِّي الواقع الذي عانى من الانفعال والدوران حول نفسه!
***
* إذن.. فإن «عبدالله القرعاوي» المثقف، الكاتب، الشاعر الأديب.. أقنعنا ذات يوم بإمكانية أن نرتقي صهوة جواد من الحلم.. ولم نكن جميعاً نستهدف مخاض الابداع فينا، بقدر ما صمَّمنا على: مخاض «الرؤية» في عقولنا وأفكارنا، وحتى حواسنا.
* و«عبدالله القرعاوي»: متذوِّق كلمة، وُمسْتكنه معناها، وواحد من المنتمين إلى أبعادها.
* لم يكن كاتباً تشكيليَّ العبارة، ولكنه في صور «شاعرية» له: كان يذهب بالكلمة إلى العقول التي تُحسن التلَّقي!
* حتى «صوت» عبدالله القرعاوي وهو يحادثك : يُشعرك أنك «تفهمه» سلفاً، وأن كلماته:
تحيط بوعيك وقناعاتك.. فهو من الكُتَّاب الذين يوفِّرون لقرائهم ما أُسمِّيه: «الكتابة الحقيقية».. أي هذه الكتابة التي لا تدفع برؤيتك إلى سرداب، ولا تزجَّ بفهمك في نفق.. عفويَّ العبارة، ومستقيمها.
* من فضلكم / كلكم.. لا تقصدوا: أن «تُصنِّفوا» عبدالله القرعاوي الأديب.. ذلك أن هذا الانسان: يصعب تصنيفه: مجزَّأ لكنه يُشكِّل «وحدة» انسان.. لا نحسب أن الكلمة التي يكتبها هي وحدها متعته.. بل هناك متعة أعمق في تشكيلة: يُجسِّدها «المعنى» في ذاكرته ورؤيته، لذلك.. فإنه يواكب «الحلم» أبداً!!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|