باريسُ ردِّي الظُّلم عن أرض العروبه |
غابتْ ترانيمُ البلابلِ والرؤى |
ساد السوادُ ورحلةُ الدمعِ التي |
ونسائمٌ ثكلى تمرُّ على الردى |
قد صوَّحت أرياضها وتناوحت |
تبكي القبورُ على الأُباةِ كأنها |
باريسُ الحقُّ المضيَّع لم يعُد |
باريسُ من يقوى على درءِ المصيبه |
حقبٌ تربَّت في الجهالة مستطيبه |
تتحسس الآمال في عينِ رقيبه |
أنظرتِ يا باريس أُمَّتنا العجيبه |
أرأيت أنفاساً تهاجرُ مستريبه |
حُيِّيت يا باريسُ في الكُربِ العصيبه |
وتجرَّدي سيفاً عن الأمم السليبه |
ومدائنٌ أضحتْ مناظرها كئيبه |
لفت صحارى الشرقِ واستوحت غروبه |
والريحُ تعبث والضمائرُ مستهيبه |
أغصانُها تأسو على جلل المصيبه |
صبٌّ يشيِّعُ في الظلام سنا حبيبه |
والغدرُ أطبقَ والمظالمُ مستجيبه |
أممٌ تهانُ وفي مواطنها غريبه |
تسقي الكراهةَ في مواعيدِ الخصوبه |
وتُنعِّمُ الجهَّال في البُردِ القشيبه |
ساد الظلامُ فكيف نستجلي عيوبه |
وبلادُها ضاقت مرابُعها الرحيبه |
وسَلِمتَ يا «شيراكُ» للأممِ السليبه |
والعدلُ ضلَّ فمن ترى يمحو ذنوبه |